رسائل مُعلّقَة.
نرجس ريشة
…
أتضْربُ لي موعدًا
بعد الموتِ ألقاكَ
وتَطوي المَكاتيبَ
تُهْرِقُ حبرا قد رَواكَ.
أنا التّي كنتُ
في برْزَخِ تِيهِك جنّةً
وكنتَ في مَحْيايَ
مثل النّارِ أصْلاكَ.
فَلَكَمْ عَفوتُ زلاّتٍ
منكَ في سَرَدٍ
ولَكَمْ أنكَرَتْ يمينُكَ
فِعْلَ يُسراكَ.
تُقْبِلُ… تُدْبرُ
كالطّفلِ في نَزقٍ
كفَصْلٍ خامسٍ
لا شَهرَ في الحَوْلِ أرْضاكَ.
تشكو غُلُوَّ قولٍ
أنت في الأصل قائلُهُ
فتَلْبَسُ الغَيَّ نصفُ شكْواكَ.
علِّ المَحاريبَ ما شئتَ
في جُبِّ عُزلتكَ
ولُذْ بالصّمتِ
فإنَّ الفَرَّ مَوْلاكَ.
وألقِ المعاذيرَ
ما عدتُ أقبلُها
بئْسَ الرّفيقُ
من كان أفّاكَـا.
إنَّ البُكا
عند المُحبّين صبابةٌ
فمالي ضحِكتُ
يومَ فُرقاكَ !؟
أ لأنّكَ خُنتَ الودادَ
أو رُبّما
لأنّي لا أقبلُ
في الوُدِّ إشراكَـا.
كفاني في البَوْنِ
بأنّي قريرةٌ
وكفاني فيك
بأن الهَجْرَ مُضناكَ.
وحسبي ولِحاظِيَ
أنّا لك لعنةٌ
كالوَسْمِ … كالسّيْفِ
كالرُّمحِ أرْداكَ.
ما همّني الجُبن فيك
ولكِنّما
لا تهوى الأسودُ
من يخشى العِراكَ.
أَ يَهُزُّ عريــــنِـــيَ
رحيلُ نملةٍ !
أَ يسوقُ الشَّوكُ
للوردِ هلاكَا !
كلاَّ وكلاَّ
فشمسٌ أنا
وإنّي لمُشرقةٌ
في غير دُنياكَ.