سلام على عرقلة القلب في مشاوير الرؤى وعلى ارتجاج اليقين

سلام على عرقلة القلب في مشاوير الرؤى وعلى ارتجاج اليقين
شارك

تأملات من ضفاف الذات، يكتبها د. سعيد ألعنزي تاشفين

✓ ضجر أول :

لا أعرف كيف أخرج شجرة زيتون من حزنها و هي في مقتبل حُلمها ، هل أدير لها أغاني الشجن الخفيفة على منوال أسطوانات زمان مضى ، أم أسحب من نخوة الماء مائدة أعد عليها قهوة من شقشقة الأمسيات النفزاويات ؛ أحدّثها عن الريح وعن أعطاب القلب العميقة و أسرد لها الحكايات عن تاريخ الهسيبريديس و قوس النصر بحاضرة الرونق الأنيق، أم أحكي لها عن علوّ كعب النخيل بمزرعتنا الدامعة على شرف سطوة الشمس الحارقة ولهيب الأحشاء وهوية هي اغتراب الأهالي . تُرى هل يناسب العمر أن أحكي لها عن أحلام الجميلات التعيسات في الأمسيات البِكر يسطعن في الليل عند الاغتسال شذرات من الاشتهاء ؟! . حزن شجرة الزيتون زمردة الخضرة يستفز خلف صمت الأمكنة كلّها هذا القلب عندما تعلَن الحرب في العيون و تجرح عمق الخيال بالأسئلة الثكالى ، تُرى كيف يحتملك الحزن عند اللحظات الماكرة في موعد الغبن الذي لا يدع في كف النّبض قبلة عند السلام ؟! ، تُرى كيف ألامس نهود همتك ها هنا الأن في معرض البحث المضنى عن كيف أخرج حزنك من حزننا الوافد بهذه الملامح الواجفة و كلّي مجرد أطلال تُكابد قسوة القدر بهذه الدّيار المتصدعة ذاكرة ممزقة شظايا ؟! .

✓ غبن ثانٍ :

ألف لا بأس علينا يا شجرة الزيتون لأننا رغم كل هذا الدّمار يقتضي الصبر أن نستمر في عُروة هذا المتاح ، علينا أن نضحك في النص ، في الفواصل المُقلقة ، في التساؤلات المفجعة ، في الحكايات التي تتناسل نزيفا رويدًا رويدَا ، وعلينا أن نسخر من الكتابة مثلما تسخر منا و أن نمارس نزع النّحو عن قواعده ذات جفاء ، فما الكتابة يا أيقونة المزارع كلّها بلحن الحزن إلا كالجراثيم تربك ضوابط الجسد كله فتصنع عالما بنكهة الضياع ، و حتى الذكريات العالقة في تخوم الجراح هنا تسحب منا القدرة على الضحك الذي هجرنا ردحا و نحن في معرض السخرية من مصيرنا و من كل هذه المسخرة الكبرى التي لا حدود لها . فكيف يجوز أن يبرّر الزيتون لماذا اُصيب بالحزن بين ثنايا مزرعتنا الجريحة و هو يشهد على لحظات عصيبة بين رصاصة خائنة و حذاء بلا مؤاخذة ينهش هدوء العُشب الممتد كالعشق و يغالط بعنجهية هويتنا على أثير حرب دارت في قفار المآل ما بين ظمأ يحلّ ويرتحل و سراب امرأة مُشتهاة وغُبنها حُسنها يجيء محمّلا باللعنات و كأنها ليست شجرة مباركة ، و كأنها تمكث وحيدة بكهف قتلة الأنبياء .

يا شجرة الزيتون دعني بانهياراتي المتكرّرة أهمس في نجواك : لم تكسرنا الأيام ، بل كسرتنا الأوطان في زمن الصعاليك من حملة النعوش على أنقاض هدوئنا و صمتنا ؛ فكيف يمكننا النجاة من قبضة الذاكرة أولا ، ثم من ثقل المخاض الطويل بين حلم يولد و حلم يموت ؟! . لا عليك يا سليلة الماء و الهواء بمزرعة تمكث هادئة رغم جسامة الضجيج ، أراها تتمسّك بنخوتها مهما اشتدّ فيها الخراب بين تفاصيل الأسوار و تنهّدات الديار و ألم التشققات و وجع التصدعات و فلوات حزنها الأنيق في حظوة الزّيف المستأسد ها هنا .

✓ نجوى القلب :

وآخر دعوانا بمحراب التوسّل:

لا عليك يا  » شجرةً🌲زيتونة مباركةً لا شرقية و لا غربية يكاد زيتها يُضيء و لو لم تمسسه نار 🔥  » ؛ فالله سبحانه يدبر أمر الثكالى و لا علم إلا علمه و كفى به وكيلاَ .

* الصورة حقيقية من وحي مزرعتنا على هامش العمق .

admin

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *