رؤيا السمان وما تركن إلا العجاف

رؤيا السمان وما تركن إلا العجاف
شارك

يكتبها لكم د. سعيد ألعنزي تاشفين

    الإهداء يولد من كهف حزننا إلى رجال الحكومة الذين لا يشتغلون إلا في إنتاج  » لهضرة  » ، ويمكثون في الفنادق المخملية للضحك على حلم شعب ضحكة مؤدى عنها بأموال المستضعفين ، و بعمق شكرا لبائعات الشاي البسيطات الوحيدات اللائي في قيظ الظهيرة استطعن الحفاظ على حسنهن تحت ظلال الأشجار الواقفة في وجه الشمس العبوس و ما بقى من الحلم يلملمون شظاياه بمهل ، و يوفرن للجياع بعض الكراسي المهترئة والمنابر ونكهة البن المعدل بقلق والعوز الكبير ويجالسن الشمس الحارقة في انتظار زبون مطرود من رغد الدنيا ليؤدي ثمن كاس أتاي أحمر الوجنتين أو فنجان قهوة منمق ب  » لعشوب « . و لا جرم فضحكات الرفاق المناهضة لفعل الحكومة هي ما بقي من شهامة وطن، ترى هل تستطيع لوحة خلق آدم لمايكل أنجلو زراعة القمح لإطعام أفواه الجياع !! ، أم تراها تقدر على توفير الدقيق لإنتاج الرغيف في مخابز المدن الكئيبة للمحرومين من شروط الآدمية الصغرى، لهن ولهم ألف زغرودة على شرف القبور التي تحضن جثامين الشهداء الذي رحلوا بصخب من أجل وطن. ترى لماذا لا تجمع الحكومة كل عشرة أطفال من ظلام الشوارع المتسخة ومن الأرصفة الملوثة بالبؤس لتصنع مقصلة بحجم وطنن لتعدم أحلام الأطفال النائمين أمام المخابز وبمحاذاة مراحيض المحطات الطرقية، والذين يذهبون إليها في تمام الجوع عند الفجر وهم يتحرشون بنور الصبح لعله لا يأتي لربما لا يجدون من سيخبرهم أن صوت الجرس عند التاسعة صباحا يفيد ابتداء يوم دراسي جديد، والحكومة ما تزال تجهل تعريف كلمة الخبز ولا تفهم في حقوق الأطفال إلا بضع شعارات فارغة رغم هوسها بالكلام الكبير حول المشاريع والمبادرات في علائق الشعب بكل السرائر الفارغة بجوار الرجال الشهداء الذين ماتوا دفاعا عن كرامة وطن، والوسائد الخالية تعلم تماما أكثر من الحكومة أين النساء في منتصف الليل الممتد المتخصص في العناق والأحاديث المثيرة بين الساسة والنهود الصغيرة في الأجساد الرشيقة على شرف السياسة على أشلاء وطن. فأي شهامة بقيت غير الرجل الذي احتضن صديقه في عري الشارع مساندا حزنه بكلمات ممشوقة من منجد الله ؛ كل شيء في الوطن دائري كقرص الخبز ايذانا بحلم الجياع. فشكرا ألف شكر إلا صدقا لرجال الحكومة الذين أضاعوا معنى الخبز في الأكاذيب الطويلة المخاتلة بحضن المجالس الخاوية من كل شيء إلا أنها تجمع ساسة الزيف في كنف الظن الذي يكفي لاختباء المشيئة الداعرة والأناشيد الساقطة من الحلم تحت ضربات القهر .

     نشيد الأرض أيتها الشقوق الرحيمة بالموتي حيث يعبر الماء متسللا ليطفئ نار الغربة تحث الثرى ولوعة القلوب التي بلغت الحناجر، لم يعد على السطح هنا أحياء، غير أشباح يناوشهم الجوع وتساوم بهم الحكومات المتداولة أحلامهم في سوق النخاسة حيث البشر الرخيص وهي تدوس عليهم ولا كلل .

     وبين نديم حزنهم ودعاء الأمهات يا إلاه الباكيات في الليل اجعل الليل مناجاة لهم من جحيم الحكومة، ويا إلاه الجياع و الثكالى اجعل السياسات رحيمة بأهالينا، واجعل يا ربنا الدروب البعيدة لحظة الهروب من الحزن والجوع والقهر واضحة و سهلة نحو الصمت يا إلاه الخير في زمن الجحود والرماح الطويلة والحدود وحزن القبائل وظمأ  النبات والبنات الجميلات. يا إلاه الحكومة خذ إليك رجال الحكومة المتهاونين والمستثمرين جسامة القسم العظيم ودع التفاصيل ليوم الدين العظيم يوم ترد المظالم إلى أهلها وإلى نكد الشراع وإلى تكالي البلاد كلها، وكفى …

admin

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *