رسالة إلى كل الرفاق الذين هاجروا فرادى وجماعات
فؤاد الجعيدي
عودوا أنى كنتم، لا وقت للهروب.
ما أروع الرفاق، ما أطيبهم، مثلهم مثل المدفئة في ليالي الشتاء العصيبة.
من عيونهم تتطاير المحبة نحو الناس، تحط المحبة على ضفاف قلوبهم القوية ليحيا الوطن.
يحاربون دون هوادة، من يتسلل في الظلام بخنجره الصدئ، من يجيد الطعنات بكلام السوء والمؤامرات، من يرفع شعارات القرن الثامن عشر، من أجل حفنة مال ومن يركب السيارات الرباعية الدفع للوشاية، وبعدها يراهن على بيع البشر من أجل حفنة من المال، داخل المكاتب المكيفة للسلطة، وبعدها يشعل الفتنة ويستنجد بالقبيلة وبالحثالة ونعيق الأحراش والمال الوسخ، ثم يسقط في المستنقع..
ما أقسى الرفاق حين يكبرون وحين تشتد سواعدهم، وحين يدركون أن من اعتصر النهد حليبا ودما، قد باع نفسه للشيطان، ويكن حقدا لا يطاق لحزب كان ذنبه أن لا يهادن ولا يساوم ولو أثبتوا في عيونه الياقوت والمرجان.
ما أقسى الرفاق حين يستيقظون لكأنهم النهر الذي لن ينسى مجراه.