المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بالجديدة، بين عشوائية التسيير وغياب المحاسبة
لطالما سمعنا عن الخروقات التي تعرفها بعض المؤسسات الجامعية من ومحسوبية وزبونيه الى غيرها من الممارسات غير مقبولة خصوصا عندما ترتكب داخل الحرم الجامعي.
بيد ان المشاكل التي تتخبط فيها المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بالجديدة، تبقى استثنائية وتشمل تستدعي افتحاصا وتدقيقات وربط المسؤولية بالمحاسبة.
ان هذه المدرسة أصبحت تعرف بضيعه المدير الذي يصول ويجول فيها كانه يتمتع بحصانه ما، ولا يمكن أن يزحزح بفضلها عن الكرسي بالرغم من عدم تحقيقه لأي انجاز من البرنامج الذي قدمه قبل توليه ادارة المدرسة.
إن مدير المدرسة وفي السنه الجامعية 2018 – 2019 عقد مجلسا للمدرسة لتدارس ومناقشه المناصب المالية لذات السنة (2019) ليتفق اعضاء المجلس على تخصيص منصب واحد لأستاذ مساعد تخصص اعلاميات، ليجد الساده اعضاء المجلس ان المباراة تهم استاذا للغة الاسبانية في ضرب واضح لقرارات المجلس أعلى سلطة تقريريه بحسب القانون 00.01 المنظم للتعليم العالي دون تشاور مع أي عضو ولا حتى مع رؤساء الشعب. وفي سياق العشوائية التامة وفي ذات السنة الجامعية، تفاجأ طالب يتابع دراسته في السنه الرابعه S7 ان السيد المدير والسيد المدير المساعد قد ارتكبوا خطأ وأن الطالب يجب أن يعود للسنة الثالثة S6 في وقت قد أتم فيه الطالب المعني تسجيله في السنة الرابعة وكان على مقربة من اجتياز الامتحانات.
و بخصوص العشوائية في التسيير المالي فإن ادارة المدرسة قد صرفت ما يناهز أكثر من 28 مليون سنتيم كتكاليف إقامة وأكل عن سنة 2019 في وقت لم تعرف فيه المدرسة تنظيم العديد من التظاهرات العلمية أو أنشطة الطلبة بذات السنة.
ويجدر الذكر أن العديد من الأساتذة وبالخصوص الذين لا يتبعون هوى التدبير غي الشفاف، لم يتقاضوا مستحقاتهم من التكوين المستمر في حين أن المدير المساعد تقاضى عن سنة 2020 ما مجموعه أكثر من 6 ملايين سنتيم كتعويض عن التكوين المستمر .
والعشوائية والشكوك المالي لم ينتهي هنا ففي سنه 2018 فازت شركه متخصصة في المعلوميات بسند طلب لتقوم بإصلاح وصيانه أثاث المكاتب.
وأما عن الحوافز المقدمة للموظفين الاداريين فإنها تتماشى مع مبدأ الاتاوات والتفضل على المقربين وحرمان العصاة.
فالحوافز يتم صرفها حسب معايير لا يعرفها الا السيد المدير والسيدة الكاتبة العامة. وهنا يمكننا أن نتكلم عن حاله موظف تم حرمانه من الحوافز ومن تعويضاته عن التكوين المستمر (الموظف كان يحضر أيام السبت والاحد وينظم ويؤطر دروس التكوين المستمر).
أما الجزء المضحك فهو أن السيد المدير له نشاط فريد من نوعه وهو الوقوف أمام المحاكم فثارة تجده مدعي (تجاه موظف أراد أن يحيله على المجلس التأديبي بسبب محادثة يدعي أنه تلقاها عبر تطبيق الواتساب خارج أوقات العمل وحين رفض رئيس الجامعة تابعه أمام القضاء) وثارة تجده مدعى عليه في قضيتين رفعهما أستاذ مؤهل وطالب دكتوره بسبب الظلم والتدليس في انتخابات مجلس المؤسسة. و يجدر الذكر أن المحكمة الادارية بالدار البيضاء قد حكمت ببطلان ترشيح استاذ مساعد من المقربين للمدير، ومع ذلك فإن المدير يستمر في استدعائه لاجتماعات مجلس المؤسسة وفي استضافته في بعض اللجن. وفي قضية الطالب فإن المدير صمم على إمضاء الشواهد المدرسية للطلبة الدكاترة بختم مدير المدرسة وليس بختم مدير مركز دراسات الدكتوراه ( لأنه يشغل المنصبين معا) في تدليس واضح ليربح القضية التي رفعها الطالب للطعن في انتخابات التي دعا المدير طلبة المسجلين في مختبر تابع لكلية الحقوق بالجديدة للتصويت في انتخابات ممثل الطلبة الدكاترة في مجلس المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بالجديدة.
وللتستر على كل هذه العشوائية الذي لن يكفينا الوقت ولا المساحة لفضح كل تفاصيلها فإن السيد المدير نهج سياسه فرق تسد من خلال افتعال المشاكل، فسنجد موظفا قام باهاهن أستاذة جامعية داخل فصلها وأمام طلبتها وستجد رئيس الشعبة الباطل ترشيحه يهدد طالبا ويهينه داخل المدرسة وستجد حربا حامية الوطيس في اجتماعات الشعب وستجد تكليف أساتذة معينين بمهام وهميه واعطائهم التعويضات لأجل ذلك كتكليف استاذ اعلاميات بمهمه جرد العتاد المعلوماتي مقابل 1000 درهم شهريا و التي هي مهمه ادارية محظة وغيرها.
و بطبيعة الحال، فالتوظيفات في المدرسة أضحت مسألة سرية. فالسيد المدير ينتقي بنفسه ملفات المرشحين دون إشراك الأساتذة والشعب. وبالنسبة للجنة، فالمدير يحبذ استدعاء أصدقائه من خارج المؤسسة مع الابقاء على أستاذة أو أستاذ من مقربيه ويمكننا التحدث هنا عن فضيحة مباراة توظيف أستاذ مساعد تخصص تواصل التي انفجرت مؤخرا في الجامعة.
وهذا ليس بالجديد، فمنذ توليه منصب المدير، و بعد كل مباراة توظيف، تنفجر فضيحة، من توظيف أستاذ ينحدر من سيدي بنور وتربطه بالمدير صلة مصاهرة، إلى توظيف أستاذ أخرت مباراته إلى أن ناقش أطروحته و غيرها.
و مبدأ التفضل على المقربين حاضر وجلي حتى في جدولة الحصص، فالعصاة غالبا ما يجدون الساعات مبعثرة طيلة الاسبوع أما المقربين، فتجدهم يأتون إلى المدرسة مرة أو مرتين في الأسبوع كحالة أستاذة ابنة دكتور مشهور بالجديدة وصديق المدير والتي تدرس 6 ساعات على الأكثر في الأسبوع منذ تعيينها.
وفي النهاية يجدر بنا التساؤل أليس من واجب رئيس جامعه شعيب الدكالي التدخل أم أنه وبمجرد فوزه بولاية ثانية أصبح وجوده شبيها بعدمه؟ أوليس من واجب الوزارة الوصية التدخل والتحقيق في كل هذه الامور؟ أوليس من واجب المسؤولين عن القطاع محاسبة السيد المدير على نسبه التقدم المشروع الذي تقدم به لنيل منصب مدير المدرسة والذي لم يحقق منه أي سطر؟