أي أثر للأسر في تعليم أبنائها؟
عبد الحميد الغرباوي
كلُّ ما يقال انتقادا للمستوى التعليمي في بلادنا، يجب أن يؤخذ مأخذ جد، دون تعصب أو تحيز ودون استهتار أيضا..
في كل الندوات أو اللقاءات التي يلتهب فيها النقاش، تبرز الأسرة متهَمة بالتقصير في القيام بدورها في عملية التعليم والتعلم في بلادنا.
تُعرف العلاقة بين الأسرة والمدرسة على أنها علاقة تكاملية تبادلية، حيث يُعد البيت المصدر الأساس لعملية التعلم، وأن المدرسة تقوم على تناول عملية التعليم والتعلم بصورة تتوافق مع قدرات المتعلم وإمكاناته والمهارات المتوافرة لديه.
ثمة « شراكة واقعية وحقيقة تتصف بالتكامل بين المنزل والمدرسة، حيث إذا كانت العلاقة بالشراكة تتصف بالفاعلية، فإنها تؤدي إلى بناء وتكوين شخص ذو تعليم وتربية وسلوك وتصرف يتسم بمستوى أكثر إنتاجا وفاعلية، لا يتم إلا عن طريق معرفة وإدراك جميع الأطراف من الأسرة والمدرسة لأهمية وضرورية دور كل منهم خلال العملية التعليمية والتربوية. »
وفي تقصير الأسرة، في غيابها عن عملية التعليم والتعلم، تاركة المدرسة تتحمل عبء العملية بمفردها، تبرز معاناة المربي والمربية في إيجاد الحلول الممكنة للرفع من المستوى التربوي للتلاميذ، غير أن النتائج في الغالب تكون ضعيفة ودون الآمال المرجوة.
أجل التعميم مظل، ستار يلقي بعتمته على تعليمنا حاجبا بقع ضوء هنا وهناك..
بقع الضوء هاته، نلمسها في فئة من المتعلمين يفاجئونك بمستواهم التعليمي الذي يفوق مستواهم الدراسي أحيانا.
لمست هذا » شخصيا » في اللقاء الأخير الذي جمعني بنخبة من تلاميذ مدرسة (أبو ذر الغفاري). ثلاثة أطفال نشطوا اللقاء بأسئلتهم، ملاحظاتهم، استفساراتهم، أبرزهم التلميذ مومني أدهم (السادس ابتدائي)، الذي فاجأني بأسلوبه، وطريقته في الكلام، ونطقه لمصطلح (التيمة) الذي ورد في سؤال من أسئلته، وأكثر ما فاجأني حفظه لمقاطع أعجبته أو أثارته من كتاب (سيرة طفل ـ رسالة من والد إلى ولده) تجدون صورته هنا مرفقة بالمقال وهو يشير إلى مقطع من النص بعد أن تعذر علي تذكره، الأمر الذي دفعني إلى أن أطرح عليه سؤالا له صلة بأسرته، بوالديه..
أتمنى أن ألمس هذا في مؤسسة تعليمية أخرى في لقاء قادم..
تنويه: الصورة العـتيقة بالأبيض والأسود هي لكاتب هذه السطور بين يديه دفتر يُراجع أو يُطالع في مشغل والده الخياط ـ سلا القديمة.