ريان يا أمّاه و يا أبتاه ..
د. سعيد ألعنزي تاشفين
ما الحزن يا أبتاه ؟
إنه قدر التي تدكّ حصون العلّة كلها ، و مسبحة أبي عندما تلمع في السَّحر مخاطبة الله في جوف الدجى: أنت الملاذ يا رحيم ، مباركة الحزن بدموع الأمهات ، و أنس المستضعفين في كل ثخوم الوطن بصيص نور يهتك ستر حلكة الليل على مقلتي ريان . إنه أنا و أنت عندما نسترجع حكايتي أنا و أمي على مشارف اغترابنا ، و بكاؤنا ألف صلاة في حضن الله بمحراب آهاتنا و يتجدّد الأنين .
سأصمد لأنك أخبرتني بأن الزّهرة ستضحك يوم الحزن العظيم ، و ربيع حلمنا يعجّ بالزهور تضحك مؤنسة ترانيم ابتسامة الله عرفانا لصبر المستضعفين تحت نبرات إمام الصابرين ريان ملحمة الأنقاض ، و لون يشعّ هناك بعيدا بعيدا تحت أنقاضٍ تختبر عشق ريان لأمه ، و هو يفجّر ملايين القلوب ماءً ملحا تنزف به العيون ، و زقزقة هُدهد يجيء رسولا من السماء أن رحمة الجميل المتعال ستحفّك رغم عناد الوحل اللّعين ، و تتبرّج الملائكة في سماوات الوطن إيذانا بالعرس الذي سيقام على شرف طفل النبوة العصماء ، و فرح يكتب الوصل بمداد الحكاية الرحيمة تحت عمق سحيق تأتيه الرحمات » كرامةً » تذكّرنا بتقوى المتصوّفة تشوّفا لرحمة العزيز المقتدر الرّحمان .
إنه بهرج الزينة يا أمّاه و انتباه الفضيلة بين دمعاتك يا أبتاه ..
وأمُّنا بين ثنايا غربتنا تغسل كل وعثاء الأيام عن دروب القلب لتجعلنا نفترق رهن اللقيمات عن ذواق حزننا ، ثم نصطفي اليوم قِبلة للأماديح البهية في حظوتك يا طفل النبوة الذي يدعو له الملائكة و الأنبياء ، و دواوين سدرة المنتهى تؤرخ قدرك أية للعالمين ..
ريان يا أمّاه تحفّه الملائكة بأجنحة مثنى وثلاث ورباع ، و صبره يوثقه الله بمداد الرعد و البرق ؛ و لكن لا تعلمون تسبيحهم .
ريان يا أباتاه مجد البطولة و ابتلاء النبوة ، و ألف رسالة من الأفق البعيد تذكّر الوطن أن الله وحده هو الملاذ عندما تضيق الأرض بما رحبت ، و هو العزاء عندما تعجز الجرّافات عن صون حُرمة نبي الأطفال و طفل الأنبياء .
و إلى نبضات ريان : أنت في حفظ الرحمان و تحت أجنحة الملائكة الكرام ، و كفى بحزننا شهيدًا و بالله ملاذَا .
وختاما، ستنتصر صونا لدمعات أمّك المكلومة ، و لأنك تخجل إن متّ من دمعها، وكان الانتظار بليّة وامتحانَا؛ والعاقبة للمتّقين .
