الفساد ينخر الشماعية شبرا بشبر.
مصطفى فاكر
كثيرة هي النداءات و الاحتجاجات التي بدأت تؤثث المشهد السياسي بالشماعية، و تؤكد تأكيدا تاما على تنامي الفساد و نهب المال العام وتبديده في مشاريع واهية لا تعتمد على رؤية بعيدة المدى تروم إصلاح ما أفسده المفسدون وهي بمثابة ناقوس الخطر الذي يهدد أمن السكان ويحفزها على الخروج للتظاهر للتنديد بما آلت إليه أوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية، حيث تداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي في شكل كاريكاتوري تهجمي بالصورة والصوت على إنجازات المجلس الجماعي للشماعية الذي بات يفتقر لتصورات واضحة المعالم، وهو موقف حازم وحاسم للرد على المفسدين ومن يسبح في فلكهم، ومن يبرر لهم نهش خيرات الشماعية ويوفر لهم الحماية لتجويع المواطنين وسرقة أحلامهم.
إن المواطنين البسطاء يستغيثون بك يا صاحب الجلالة، حيث إن الحقيقة أكثر مرارة وأبشع شكلا مما نتصور، إنها إخلال واضح بالمسؤولية وخيانة كبرى للأمانة من هؤلاء السياسيين-عفوا- مافيا العقار وأصحاب الدمار في تحالف صامت مع كبار المسؤولين بالإدارات العمومية، حيث تكالبوا على خيرات المدينة و حولها إلى جحيم: بطالة ضاربة أطنابها في صفوف شباب المدينة، و عززوا ذلك بعلاقات المصاهرة و بروابط عائلية فاقتسموا الخيرات فيما بينهم.
يا صاحب الجلالة إن واقع مدينة الشماعية أصبح لا يطاق و يدعو للقلق في كل لحظة و حين، في كل يوم نلمس ملامح القرارات الجائرة فسادا جديدا بأشكال متعفنة، مقاولات للعائلة تنعم لوحدها بالصفقات، وظائف على المقاس لأبنائهم و ذويهم.
إن أعيان المدينة كما يحلو أن يسموا أنفسهم هرولوا للسياسة و حكموا قبضتهم عليها بكل الطرق غير المشروعة وتمكنوا من خلخلة هياكل الإدارات العمومية و ذللوها لخدمتهم وحدهم.
يا صاحب الجلالة: إن سكان المدينة يتطلعون شوقا لطلعتكم البهية عليهم من أجل الوقوف على حجم الفساد بكل المقاييس(احتلال الملك العمومي في أبشع صوره، استحواذ على عقارات في ملك الدولة بطرق ملتوية، غياب مسترسل لبعض الموظفين دون حجة و لا مبرر، دورات المجلس خرجت عن المألوف « مغلقة » في وجه المواطنين و الفاعلين و الشركاء.
يا صاحب الجلالة سكان مدينة الشماعية بلاد أحمر يمقتون الخيانة، هم وطنيون بالفطرة منذ القدم، ترعرعوا على الولاء و الحب لكم و أرواحهم و أموالهم رهن إشارة الوطن، إنهم اليوم يناشدونكم بالتدخل العاجل لتقويم الاعوجاج و إصلاح السكة لإعادة الأمور إلى نصابها بحكمتكم و ينتظرون إطلالتكم الميمونة إلى هذه المدينة التي لها حب خاص لكم و لأسرتكم الكريمة منذ فجر الإسلام.
إننا يا صاحب الجلالة كلنا معك لتفعيل مضامين الدستور و بكل جرأة و مسؤولية، ولم يبق هناك خوف أو خجل لفضح الخونة والمنافقين: لصوص المال العام و خونة الأمانة و القسم الذي أدوه بين يديكم الشريفة.