وجوه صديقة ولا هي بالصادقة

وجوه صديقة ولا هي بالصادقة
شارك

بقلم : عبدالحق الفكاك

لا يجادل أحدا في أن الصداقة ضرب من ألوان العاطفة الممزوجة بالصدقK و الوفاء بالرغم من الخلافات و المشاحنات التي يمكن أن تقع ..

 لأن الصديق الحقيقي، مهما كانت لديه الشجاعة لنقدك أو توجيه اللوم إليك، فمكانه يبقى محفوظا عندك لأن حروف اسمه ستظل منقوشة لديك بكل معاني الحب و الاحترام المتبادل .

ولاشك أن صديقك الحميم، هو الذي لا يخجل من إظهار ضعفه أمامك، فيكون على طبيعته معك كما أك تكون على طبيعتك وأنت معه، وتستطيع أن تظهر ما بداخلك بدون تكليف وبدون محاولة أن تبدو بصورة أفضل ..

فهو يعلم أنك لست إنسانا كاملا، ومع ذلك يحبك ويتقبلك كما أنت حتى لو لم يوافق على بعض أفعالك. يعاملك باحترام و تقدير .

هذا الكلام طبعا يخص كل الأصدقاء الذين جمعتك بهم الأيام في مرحلة ما من حياتك .. عندما كنتم في رعيان الشباب تزرعون سويا أحلاما و أمنيات ..

لكن بفعل تقلب الظروف والكثير من المستجدات، قد تكتشف أنها – اليوم – استحالت إلى ذكريات.. ولا شيء غير الذكريات ..

 ومع ذلك تجد نفسك سعيدا، كلما استعرضت شريط الأحداث القديمة أو نفضت الغبار، عن تلك الأيام .

أما اللحظة وأنت تمرر أمام عينيك أسماء المئات من الأصدقاء، الذين تعرفت إليهم عبر الفيس بوك، فإنك تعترف في قرارة نفسك بأنك لا تعرف منهم سوى العشرات ..

و مع ذلك فإنك تشعر بأهميتهم في حياتك، و أنك أصبحت تحبهم فعلا و تترقب تطلعهم إليك مع إشراقة كل يوم جديد .

ولأنك لا تشك في أن أحدهم يراقبك وقد يتسلل إلى محتوياتك فيخترق الكثير من خصوصياتك أو لن يتردد في أن يعبث بصورك أو حتى سرقتها ..

ورغم ذلك، فإنك لن تستشيط غضبا كالمعتاد، أو تعمد إلى أن تنتقد منهم أحدا :كما أنك قد لا تطيل التحدث إليهم وقد لا تطيق ابتعادهم عنك وربما لن تدعوهم للاتصال بك أو اللقاء بهم .. فهم أصدقاءك لكن .. في العالم الافتراضي فقط .

نعم هناك العديد من حالات الارتباط، العاطفي التي حصلت وكانت أولى خيوطها قد نسجت عبر الشبكة العنكبوتية، بل وسمعنا أن البعض منها قد توجت بالزواج ..

لكن للأسف الشديد، فقد تطلع علينا وجوه أناس تروي قصصا حزينة ومعاناة حقيقية حصلت لهم بفعل صداقات مزعومة، كانوا قد قبلوا بها عشوائيا من قبل غرباء، قدموا أنفسهم كأصدقاء مفترضين وهم في واقع الحال ذئاب يجيدون الكذب والاحتيال .

ولعل أكثر ضحايا أصدقاء الفيس بوك هم شباب أبرياء، أو فتيات قاصرات صدموا عندما اكتشفوا صورا لهم مخلة بالآداب يتم تداولها في أكثر من موقع ..أو حين يتم استدراجهم والتغرير بهم ليجدوا أنفسهم قد تورطوا في ملفات و صراعات لا علاقة لهم بها ..

إن الصداقة الحقيقية يجب أن لا تبقى حبيسة جدران الأنترنيت، وإن ابتدأت من هناك. فلابد أن تنمو تلك الصداقات وتتقوى، فنحن دوما بحاجة إلى أصدقاء مخلصين نتق بهم يشاركوننا أفراحنا وأحزاننا، بل لا نتردد في أن نطلعهم على أسرارنا بما لنا أو علينا ..

كما أن الصديق الوفي مثل الذهب مهما اختلفنا معه أو طاله منا غبار النسيان فإنه يظل على مدى الأيام سلعة ثمينة .

admin

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *