الذاكرة بين الغياب والحضور ( ذاكرة طفل)
بقلم عبد الحميد الغرباوي
وُلد ( على أفضل تقدير) عام 1952م.
أول ما وعته ذاكرته، وكان عمره أربع أو خمس سنوات:
- بيت كبير عتيق في حي شعبي من أحياء مدينة سلا حيث كان والده يعمل خياطا تقليديا للجلابة المغربية.
- غياب الأم
- موت الوالد
- مقبرة تجاور البحر..
و ذاك الخط الوهمي الفاصل بين السماء والبحر..
ثم تغيب الذاكرة، أو يعمها بياض.. بياض مشع…
وحين عادت الذاكرة، عادت على مشهد طفل يجري ويلعب في طرقات وأزقة وساحات درب السلطان الفداء في مدينة الدار البيضاء، مسقط رأسه.
وتتوالى المشاهد..
وأعظم مشهد، كان مشهد الأم، حضورها، أو عودتها. الأم التي غابت عنه سنوات.
ولأول مرة يشعر بنعومة و دفء وسادة…
ليس في العالم وسادة أنعم وأدفأ من حضن الأم..