الأعرابي، انتماء مجالي أم عقلية وسلوك..؟

الأعرابي، انتماء مجالي أم عقلية وسلوك..؟
شارك

شرف الدين حليمي

 في البداية أسوق لكم ملخصا عما  قاله عبد الرحمان ابن خلدون (واضع أسس علم الاجتماع) في الموضوع ؟

  • في الفصل 25  من مقدمته يقول  أن العرب لا يتغلبون إلا على البسائط ( الأراضي المنبسطة) ،  وذلك أنهم ،بطبيعة التوحش الذي فيهم،  أهل انتهاب وعيث ينتهبون ما قدروا عليه من غير مغالبة ولا ركوب خطر ويفرون إلى منتجعهم بالقفر..،   فالبسائط متى اقتدروا عليها بفقدان الحامية و ضعف الدولة فهي نهب لهم و طعمة لآكلهم يرددون عليها الغارة  والنهب و الزحف لسهولتها عليهم إلى أن يصبح أهلها مغلبين لهم، إلى أن ينقرض عمرانهم …
  • وفي الفصل  26 من المقدمة يقول بأن :  الاعراب اذا تغلبوا على اوطان اسرع اليها الخراب..

ويرجع ابن خلدون السبب في ذلك بقوله  » أنهم أمة وحشية باستحكام عوائد التوحش  وأسبابه فيهم، فصار لهم خلقاً و جبلةً و كان عندهم ملذوذاً لما فيه من الخروج عن ربقة الحكم و عدم الانقياد للسياسة، و هذه الطبيعة منافية للعمران و مناقضة له فغاية الأحوال العادية كلها عندهم الرحلة و التغلب و ذلك مناقض للسكون الذي به العمران و مناف له.

وأيضاً فإنهم ، كما قال ابن خلدون، ليست لهم عناية بالأحكام، وزجر الناس عن المفاسد، ودفاع بعضهم عن بعض،  إنما همهم ما يأخذونه من أموال الناس نهباً أو غرامة. فإذا توصلوا إلى ذلك  وحصلوا عليه أعرضوا عما بعده من تسديد أحوالهم،..  وربما فرضوا العقوبات في الأموال حرصاً على تحصيل الفائدة و الجباية و الاستكثار منها كما هو شأنهم،

  • . ويواصل ابن خلدون في الفصل 28  من المقدمة قوله « في أن العرب أبعد الأمم عن سياسة الملك…. و السبب في ذلك أنهم أكثر بداوة من سائر الأمم و أبعد مجالاً في القفر  وأغنى عن حاجات التلول  وحبوبها لاعتيادهم لشظف وخشونة العيش، فاستغنوا عن غيرهم، فصعب انقياد بعضهم لبعض وذلك للتوحش، ورئيسهم محتاج إليهم غالباً للعصبية التي بها المدافعة فكان مضطراً إلى إحسان ملكتهم و ترك مراغمتهم لئلا يختل عليه شأن عصبيته فيكون فيها هلاكه وهلاكهم، وسياسة الملك و السلطان تقتضي أن يكون السائس وازعاً بالقهر و إلا لم تستقم سياسته.
  • إذا فمن طبيعتهم ، كما وصفها ابن خلدون،  أخذ ما في أيدي الناس خاصة  والتجافي عما سوى ذلك من الأحكام بينهم  ودفاع بعضهم عن بعض ..فإذا ملكوا أمة من الأمم جعلوا غاية ملكهم الانتفاع بأخذ ما في أيديهم و تركوا ما سوى ذلك من الأحكام بينهم…،

 فتنمو المفاسد بذلك و يقع تخريب العمران

كما  ان طباعهم ترفض الانصياع للقوانين المدنية الحضرية وسيادة القانون والخضوع للأنظمة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية.

  • وفي العصر الحالي اضيف الى هجرة البدو ، الذين تراجعت اعدادهم بعد ان توطنوا نسبيا في القرى النائية ، هجرة الريفيين الى المدينة، وللريف ايضا نسقه الاجتماعي واعرافه وقيمه، وجوهر العلاقات الناظمة لأهل الريف يقوم على العصبية القبلية ،

وتأتي ثقافة العصبية العشائرية الى المدينة بالمحسوبية والرشوة والواسطة… ويترتب على ذلك الفساد بكل اشكاله المالي والاداري والاخلاقي والاجتماعي، لان العصبية العشائرية تعطي الاولية لابن العم وابن الخال والقريب ثم قريب القريب والصديق، ضاربة بعرض الحائط كل القيم المدنية العصرية ومبدأ سيادة القانون والعدالة والمساواة، وتفرغ الديمقراطية من مضمونها، وتجعلها شكلية ..  أي ان القبيلة تختار مرشحها ويلتزم كل ابناء القبيلة باختياره، وانعكست هذه المفاهيم في كل مؤسسات الدولة والمؤسسات المدنية  والاحزاب السياسية والحركات والتجمعات على اختلافها….

  • ويلخص ابن خلدون صفات الأعراب في ثلاث صفات :
  1. خشونة الطبع
  2. بلادة الحس
  3. نكران الجميل

  • هل ما قاله ابن خلدون  قديم وانتهى زمانه، والدنيا تغيرت »..؟؟؟

admin

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *