أمغاس : قرية الأحلام.
✍️ : حدو شعيب
إنها ضيعة الخوخ والتفاح والإجاص والعنب، جنة تجري من تحتها الأنهار وتحيط بها الجبال من كل جانب. تنام القرية الهادئة على خرير مياه النهر وتستيقظ على ألحان زقزقة العصافير التي تشنف الأسماع وتتحف زائر المكان.
قرية صغيرة تقطنها أسر بالكاد تتجاوز أصابع اليد، لا يعرف الضجيج إليها سبيلاً. توارت عن الأنظار خلف الجبال، ونادراً أن تجد شاحنة أو سيارة طريقاً إليها؛ حتى البضائع والسلع تترك على قارعة الطريق لأهل القرية في انتظار حملها على ظهر الدواب. هنا لا صوت غير أصوات الطبيعة، هديل الحمام واليمام، صياح الديك؛ شقشقة هنا وزقزقة هناك. أزيز النحل وحفيف الأشجار وخرير المياه يقطعه أحياناً ثغاء الخرفان أو خوار البقر. بحة صوت رخيم لفلاح ينادي من بين الحقول مخبراً آخر بضرورة تحويل مجرى مياه الساقية بعد إتمام سقي الحقل. صوت سيدة تحمل على ظهرها حزمة من الحشيش تسأل عجوزا عن أحوال ابنتها. أطفال تحت الأشجار يلعبون بالوحل ويحضرون مختلف أشكال الحلويات من طين، فتاة بشوشة تسعد بمحاكاة والدتها أثناء تحضير الحلويات. فواكه تتدلى من أشجار نمت في ظروف طبيعية، دالية ملتوية زحفت على الأرض وفوق الصخر بشكل عشوائي حتى تجاوزت حدود أرض فلاح فجادت بعناقيد عنب بيولوجي في أرض فلاح آخر كأنها بذلك لا تعترف بالحدود بل تؤمن بالعطاء في كل مكان ولفائدة كل إنسان. تلك هي أمغاس، قرية الأحلام وأرض أنغام الطبيعة .