ترياق النفس المطمئنة، الحب والمحبة

ترياق النفس المطمئنة، الحب والمحبة
شارك

بقلم الدكتور سدي علي ماء العينين، أكادير، غشت2023.

هناك حقيقة لا يمكنك تغييرها، كل ما تقوم به بعيدا عن الاعين للاختباء، فانت تقوم به وانت واثق انه خطأ، علموا هذه القاعدة للأبناء فهي مفتاح سلوك التربية، على المرء أن يكون مقتنعا بسلوكه، مؤمنا بفعله، واعيا إن كان على خطأ او صائب …

أغلب ما يحدث الخلل في المجتمع هي الاعمال التي تمارس في الظلمة، هو السلوك الذي يمارسه صاحبه وهو واع انه لا يتماشى مع المجتمع، نعم الابتلاء يوجب السترة، لكن هذا للذين يظهرونه، لكن للذين يتسترون و هم مدركون انه خطأ، فقد قطع الشوط الاول، والخطوة الأولى للتوقف، لأن الضمير الذي يجعلك تخفي ما يراه الناس عيبا هو الوعي بالخطأ و هو اولى درجات الثوبة عنه.

إن الشيطان -وهو النفس في كل الاحوال -كلما أراد أن يدفعك الى الخطأ يخلق لك حميمية بينك وبين عملك وخطيئتك وخطأك وذلك بأن يدفعك الى السرية، تلك السرية التي تشبع لديك غريزة كسر القواعد في صمت، والهروب من قوانين المجتمع لتخلق لنفسك عالما سلطانه الشيطان …

لكن عندما تعود بك الذاكرة الى مقررات الابتدائي زمن الطفولة سترن في اذنك تلك العبارة السحرية لنص التلاوة: الله يرانا !!!!

هل تتذكرون الحكاية؟

نعم البستان هنا هو الحياة، وما نقطفه من الشجرة سرقة وخفية  عن الناس، هو نفسه ذلك السلوك المحرم و الممنوع و المعاب الذي نمارسه خفية وبعيدا عن الناس …

فماذا لو كان الله -وهو النفس المطمئنة-ذائما برفقتك في كل حركاتك وهمساتك ،في زفيرك وشهيقك ،في عملك وسلوكك ؟

لا يوجد في الكون مكان تختبئ فيه من الله، لان الله في كل مكان، وتحتاج ان يكون فيك، في كيانك، في ذاتك.

وكي يتحقق لك ذلك عليك بترويض نفسك ان لا تقودك الى خلوة معصية، ولا الى بلية او سلوكات مستنكرة …

الناس حب، والحب حالة نفسية تربطك ببعض المخلوقات، وتشدك الى حب الممنوعات،

لكن الله محبة، والمحبة تسمو على النفس الامارة بالسوء، وتغدي روحك بالرضى …

نعم، مفتاح الحياة هو الرضى عن النفس، والرضى عن النفس هي الدافع ليكون كل سلوكنا علنا وجهارا …

يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي. صدق الله العظيم.

انتبهوا … لم يقل الله عن النفس، اخرجي من عبادي، بل قال فادخلي في عبادي،

إن النفوس الراضية المرضية لا تغادرنا، فهي بيننا تحوم من حولنا، توجهنا الى الخير،

لذلك فالرؤيا خير، لأن الحالة الوحيدة التي لا يكون فيها الإنسان مسؤولا عن أفعاله هو لحظة منامه، وفي تلك اللحظات والاوقات تطل علينا الارواح لتوجهنا وتصحح مسارنا …

لنجعل محبة الله تقود نفوسنا، قد لا نصبح بذلك ملائكة، لكننا بكل تأكيد سنكون آدميين.

فهل تعتبرون؟

admin

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *