السمعة الإلكترونية: عارضو وعارضات الخدمات

السمعة الإلكترونية: عارضو وعارضات الخدمات
شارك

بالقاسم امنزو دكتور في التواصل السياسي

أصبحت شبكات التواصل الاجتماعي، وغير الاجتماعي، تعج بنساء ورجال، وما يشبههما، وما بينهما، يترافعون باسم بعض المؤسسات، أو الحكومة، أو بعض أحد أعضائها، أو حتى الدولة، للدفاع عن قضايا مجتمعية، أو توجه سياسي، أو موقف معين، أو سلوك ما، أو في بعض الأحيان للتقرب فقط من الجهة التي يدعون الدفاع عنها، والعمل على تسويق أفضل لصورتها الذهنية وسمعتها الإلكترونية، لتكوين اتجاهات عاطفية إيجابية نحوها في المجتمع.

من هم هؤلاء؟ يعرفون أنفسهم بالمؤثرين والمؤثرات، ويتنافسون فيما بينهم ب »عدد المشاهدات » -الجمهور-وتقنيات النفخ فيه، وهم بذلك يضيفون جرعات افتراضية لما هو أصلا افتراضي.

تتلخص تقنية أغلبهم في تتبع ما ينشر على شبكات التواصل الاجتماعي وغير الاجتماعي، وتناول ذلك موضوعا في « حلقة » فيديو، مع التركيز على الكاتب بأسلوب منحط، وليس على ما كتب، وذلك بمحاولة الإساءة لشخصه، وتلطيخ صورته وسمعته، ثم يرسلون الفيديو بعد ذلك للجهة المعنية بالأمر، والتي غالبا ما تكون قد تابعت ما كتب عبر مصالحها التواصلية المختصة، واستنتجت كل الحيثيات وأسباب النزول.

لهذا يكون « الهجوم »، ولو همجيا في أغلب الأحيان، في صالح من كتب وما كتب، لأن « حلقة » الفيديو تقوم بعملية إشهارية لذلك المحتوى الذي قد يكون في المستوى بنقده البناء، وقد يساهم كذلك في اكتشافه من طرف الجهة المعنية، وجهات أخرى بفضل « حلقة » عارض أو عارضة الخدمات.

كثرة هؤلاء العارضين والعارضات مع ضعف تكوينهم الأكاديمي والسياسي، وغياب الحس التواصلي عند أغلبهم، دفع عدة مؤسسات وعدد من المسؤولين الكبار إلى أن يتبرأوا من خدمات هؤلاء « القوم »، حيث تؤكد مصادر مطلعة أن أحد المسؤولين رفض مؤخرا استقبال أحد هؤلاء الذين يسمون أنفسهم ب »المؤثرين » الذي كان ينوي فتح موضوع التعاقد مع هذا المسؤول حول الخدمات المعلومة، وحال لسانه يقول للمؤثر(ة): »سير قابل اشغالك، اما المؤسسة قادة بشغالها »، وربما حكمة هذا المسؤول نبهته إلى أن هؤلاء « القوم » لا يؤتمنون ولا يعرفون لا ثقافة ولا مبدأ « المجالس أمانات »، لذلك ينشرون « غسيلهم » على حبال شبكات التواصل الاجتماعي، ويتبادلون اتهامات خطيرة كلما وقع خلاف بينهم.

ما يثير الاستغراب في هذا الإطار، ويطرح تساؤلات هو: كيف يمكن لبعض هؤلاء « القوم »، الذين تنطبق عليهم مقولة « لا زين لا مجيء بكري »، تزيين الصورة الذهنية للمسؤول أو للمؤسسة في العالم الافتراضي، وسمعتهم في الواقع في أبشع صورها. « كون كان الخوخ يداوي، كون داوا راسو »، يقول مثل شعبي مغربي.

وقد اتضحت الآن الصورة -بعلامة خطر متنوع-وظهرت حقيقة أبواق في صور « ها دوا البرغوت ها دوا البق ها دوا القمل… « 

admin

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *