التعليم: سنة « سوداء » تلوح في الأفق
بالقاسم امنزو دكتور في التواصل السياسي
توشك الدورة الأولى من السنة الدراسية الحالية على نهايتها دون إنهاء عواصف الاحتقان الذي رافق مرسوم النظام الأساسي مع ضياع « الْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ » من الساعات التعليمية بسبب سياسة القناطر في ميدان التربية الذي يحتاج الى رؤى استراتيجية وتصور سياسي حكيم، بدل عمليات محاسباتية و »تقنطير » -في المفهوم الدارجي المغربي للمصطلح- في المفاوضات بين حكومة في حالة شرود سياسي، ونقابات أصبحت عبارة عن هياكل فارغة تناور مع الحكومة؛ لضمان البقاء في خانة « الأكثر تمثيلية » وكسب ود التنسيقيات التي أقبرتها في الواقع.
هكذا إذن، بعد عطلة بدون عطر العطل، يجد ملايين التلاميذ الذين « فرض عليهم » هذا الوضع، أساتذتهم في وضع لا يحسدون عليه، -فرض عليهم كذلك-وهم يباشرون الأسبوع بوقفات احتجاجية داخل المؤسسات التعليمية مع إضراب عن العمل طيلة باقي أيام الأسبوع، مطالبين بإسقاط النظام الأساسي المعلوم والملغوم حسب تعبيرهم.
والآن وصلت الأمور إلى منعرج خطير، حيت انعدمت الثقة في بعض مكونات الجهاز التنفيذي بعد إفراغ مصطلح « النية » من محتواه، واحتدام الأزمة التي زاد طينها بلة التواصل الكارثي لبعض أعضاء الحكومة، وكل يوم يمر في هذا الضباب الكثيف الذي يغطي سماء المدرسة العمومية، يعني هدر المزيد من آلاف الساعات من الزمن المدرسي، واشتداد الاحتقان في المجتمع، وارتفاع أمواج الاحتجاجات.