(مجرد أبخرة)
للشاعرة المصرية لبنى حمادة
قوالب الحلوى قادرة على
مغالطة المنطق
ترسيخ فلسفات جديدة
وحدها تعيد للعصافير أصواتها
وتخط للحملان دروب العودة
وحدنا نعرف مقادير الحقيقة
درجة الحرارة المناسبة لطهي أرواح أدمنت الفتات المحترق
اعتادت الوصفات المغشوشة
والمحليات الصناعية
…..
أنا امرأة تجيد صنع الحلوى وتزينها
بذات الكفاءة التي تزخرف
بها يومياتها
أضيف قليلاً من العسل على حافة المنتهى هنا
أذيب الكثير من الزّبد في منتصف الذاكرة هناك
أواري شهقات حسرتي
وأنا أنهج كطريدة تلاحقها الأيام
فلا يتذوق العابرون هزائم امرأة عزلى باغتتها عوامل التعرية
وانقلبت عليها جيوشها
أجيد صنع الحلوى..
كما أجيد تلوين أظافري
تمديد أهدابي
أوقد سعف النخيل تنانيراً
تواري رفات جاراتي النحيلات
أنصب كذبات العالم..
أعناقاً لشذرات برَّاقة
بذات الكفاءة أطعم بنات الكتمان
أجيد صنع قوالب للحرية
للتمرد
للِّيل
قوالب بحجم الحب
أصنع كعكة عائلية بحجم الانكار
أجيد صنع الحلوى
كما أجيد حشو قصائدي بالهتافات
أنحت عيوناً على الحجارة
تصب في مجرى النسيان
وأخطط مِرارا لثورةٍ…
غاية مطالبها دفن الفراشات
في مقابر جماعية
وتأبينها على صرخة بطعم الحياة