المبادرة الملكية تسرع في ولوج دول الساحل الإفريقي الى المحيط الأطلسي..

ابراهيم اعمار، فاعل إعلامي الداخلة.
لقد جسدت الدبلوماسية المغربية بقيادة جلالة الملك محمد السادس نصره الله ورعاه. أن عودة المغرب القوية الى الإتحاد الأفريقي، لعبت أدوارا عدة في تنمية افريقيا، وإعادة للقارة ثقتها في نفسها، وأحيت فيها الروح الاستقلالية التي يشكل الاقتصاد فيها عماد المسألة. مما يؤكد للعالم ان استرجاع المغرب لمنصبه الشاغر سابقا في المنظمة الإفريقية، اعطى دينامية جديدة تصب في مصلحة دول القارة. ووفرت لها حضورا سياسيا واقتصادية قويا يخدم شعوبها في تشكيل المستقبل الإفريقي، الذي هو جزء لا يتجزأ من تشكيل المستقبل العالمي والدولي. بعد انهيار الاتحاد السوفياتي كنقطة تحول تاريخية، رمت بظلالها على احداث عالمية كبرى شهدتها نهاية القرن الماضي وبداية القرن الحالي.
غير أن التداعيات التاريخية لانهيار الإتحاد السوفياتي ليس هي نفسها تداعيات صعود الأقطاب الجديدة. مما جعل المغرب يسرع في تقديم مبادرات عديدة وليس آخرها المبادرة الأطلسية لولوج دول الساحل الإفريقي الى المحيط الأطلسي. وبالإعلان عن تسريع تنزيل المبادرة الأطلسية يكون المغرب عبر عن رفع الأداء العالي لدبلوماسيته تجاه افريقيا والعالم، بمنظار أن التعاون الاقتصادي هو المعنى الحقيقي للعلاقات بين الدول. الذي يخدم التنمية الاقتصادية والاجتماعية لفائدة بلدان القارة وساكنتها. كأسواق وقوانين جديدة، كتدابير اجتماعية، صحية، وبيئية على أسس من السلم والأمن والاستقرار، والحرية والانفتاح، والعمل والمساواة، وفتح المجال امام جميع البلدان المعنية بمصير تشكيل المستقبل الإفريقي. والتي وقفت على جرائم مغلقة، كالجريمة المنظمة، الإرهاب، التطرف والانفصال.
لذا. يكون المغرب قد أكد للدول الإفريقية ولمستعمراتها السابقة انه لا ينتظر اذن من أحد لتعزيز شراكته مع محيطه الإفريقي، وفق منظور اقتصادي. لأن تلك الشراكة لم تتأثر يوما بانسحابه سابقا من الوحدة الإفريقية الفاعل أصلا في تأسيسها، رغم الحملات الحربائية التي عبأ لها قادة بعض الدول المجاورة بتحررها عن الفشل وهي مازالت حبيسة ماضي الحرب الباردة والإيديولوجية المتقادمة التي عفا عليها الزمن. أولئك القادة الذين لم يروا في شراكات المغرب الاقتصادية والأمنية مع جل دول القارة والدول النافذة في اقتصاديات العالم، سوى تغير لميزان القوة وتعاظما للنفوذ الجيو-سياسي والاقتصادي المغربي في افريقيا وحضوره الوازن في بناء المستقبل الإفريقي والعالمي. لنكشف ويكشف العالم معنا عن عقدتهم من تاريخ المغرب وجغرافيته، عن نصر مدعم بمبادرات مغربية، اقتصادية وامنية ودبلوماسية تم توقيعها مع ثلثي أعضاء الإتحاد الإفريقي ومع دول نافذة في القارات الثلاثة المعنية. ويكون المغرب قد جسد انه فعلا عضوا افريقيا مؤثرا وفاعل حقيقي في مستقبل إفريقي خالي من تداعيات الحروب والاستعمار.