أوضاع عمال SETTAVEX

المنظار
اليوم لا ولن تقبل المزايدات السياسية الرخيصة
مع حلول شهر أبريل الماضي، كانت شركة SETTAVEX تدخل مرحلة أزمة عميقة حيث جاء تأثيرها المباشر على 500 من عمالها بتهديدهم في أوضاعهم المعيشية، ولم تعرف المدينة أزمة كهذه منذ إغلاق شركة كرسطال ستراس وبنة فود..
عبر هذه المراحل برز الاتحاد المغربي للشغل، كقيادة جماعية مسؤولة للمساهمة في تأطير العاملات والعمال بمدينة سطات بالكفاح الاجتماعي لتمكين العمال من الحفاظ عن حقوقهم المشروعة في إطار من الوعي والمسؤولية، ولم يسبق له أن غامر بالقوى المنتجة خارج أهداف اجتماعية محضة.
اليوم كما الأمس تظهر أزمة جديدة في شركة SETTAVEX ولم يتردد الاتحاد المغربي للشغل في مساندة العمال في مطالبهم المشروعة والسعي لفتح باب المفاوضات مع الجهات المعنية في أفق إيجاد مخارج تضمن وتحافظ للعمال على حقوقهم.
وقد انخرطت في هذا النضال الجامعة الوطنية للنسيج والألبسة الجاهزة، محذرة من تداعيات هذه الأزمة الطارئة، وقيادة المفاوضات مع الأطراف المرتبطة بالملف..
على المستوى الميداني كانت الاحتجاجات تتصاعد، وتواكبها تغطية إعلامية للتعريف بمخاطر توقف مصادر الرزق الحياتي عن 500 أسرة.. وفي مثل كذا ظروف قاسية على المعيش اليومي للعمال وأسرهم، برز في المنعطف تجار الأزمات وهواة ركوب الأمواج للمزايدة على هذه المآسي الاجتماعية برغبة مكشوفة في محاولات يائسة لاستخدام العمال وليس لخدمتهم في مصالحهم الحيوية، حيث أن رئيسة المجلس البدي لسطات استدعت أحد المسؤولين من المكتب النقابي التابع للاتحاد المغربي للشغل وطلبت منه بحضور ذرعها النقابي أن يوجه لها رسالة طلبا لتدخلها لكن شريطة عدم الإشارة إلى النقابة الأصيلة التي يمثلها.
لقد انكشف كل شيء وتعرت الأمور، هناك رغبة سياسية محمومة للركوب على هذه المأساة الاجتماعية لتحقيق بعض المآرب السياسية.
إن الاتحاد المغربي للشغل كنقابة أصيلة، لا يتعامل مع القوى المنتجة كأوراق انتخابية، بل كقوة نضالية للدفاع عن العمال وعن كرامتهم وحقوقهم الاجتماعية والاقتصادية، وعن وطن يتمتعون فيه بمواطنتهم الكاملة ومشاركتهم في إنتاج الخيرات.
وأن من يراهن على جذب الثور من قرنيه لتحقيق المكاسب السياسية، سيكون كمن يطحن الريح.
من باب الأخلاق أن يحافظ كل فاعل على مساحته وعلى أدواره التي يحددها دستور المملكة وأن اختيار أسلوب الضربات من تحت الحزام، لا تليق في هذه الظروف بالذات.
لا يكفي أمام أزمة خطير أن تأخذ الصور التذكارية مع وزير والترويج لها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فهي لن تنتج خبزا ولن تساهم في توفير مؤنة الشهر للعيال.
ونعتقد أن اختيار هذا الأسلوب وفي هذا الظرف بالذات، لا يلعب سوى عامل التشويش المقيت على الملف برمته والمعني الأول به هم أرباب العمل والعمال أنفسهم عبر تمثيلهم النقابي الذي اختاروه عن طواعية وهو الاتحاد المغربي للشغل والذي يشهد له التاريخ وعلى مدى سبعون سنة من النضال المستميت والذي لا يساوم بالعمال كما تفعل بعض الأطراف اليوم دون أن يرف لها جفن.