حديقة طالها التهميش والنسيان

حديقة طالها التهميش والنسيان
شارك

محمد فتاح

بن احمد/ سطات

ما أن يحل الصيف، وترسل الشمس اشعتها  المحرقة، حتى ينتفض سكان مدينة ابن أحمد على غرار باقي سكان المدن الاخرى، ويخرجون فرادى وجماعات، رجالا وأطفالا ونساء بحثا عن مساحات خضراء وحدائق  عمومية، ينتشرون في كل مكان تظهر فيه بعض الشجيرات والعشب الأخضر، هربا من بيوتهم  التي تكاد تختنق من فرط الحر، لأن المساحات الخضراء عامة والحدائق  العمومية خاصة تشكل متنفسا حقيقيا لهم.

أما في مدينة ابن احمد، فإن الحدائق  محسوبة على رؤوس الاصابع، واحدة منهن هي من تحظى بقدر من الاهتمام وإن لم يكن بالمستوى المطلوب لأن من الملاحظ أنها تكتظ بالزائرين لأن جميع ساكنة المدينة تتوجه إليها، لكنها تبقى معدومة من الرقابة  وقلة الكراسي وحسن التخطيط والتطوير وغياب السقي .في حين تبدو بقية الحدائق مجرد أشباه حدائق  حيث تآكلت كراسيها الاسمنتية وماتت النباتات بها وتحولت إلى مرتع للحشرات تفوح منها روائح  نثنه وكريهة بسبب التبول  في أركانها وزواياها، وأصبحت في حالة يرثى لها، ومهملة للغاية بسبب ما ذكر، بالإضافة إلى إهمال الجهات المعنية بالحفاظ عليها وصيانتها و وتتبع وضعيتها، في الوقت الذي يستوجب العناية بها حتى تكون خضراء وبها أزهار مختلفة الأشكال والألوان كما كانت في السابق عوض أن تكون مقفرة بعد أن زحف الاصفرار على مساحة من عشبها.

إن من يقوم بزيارة للحديقة المتواجدة بالقرب من مفوضية الشرطة، والحديقة المتواجدة بالقرب من مقر  الدائرة، يلاحظ بشكل جلي أن هناك نوع من الإهمال في العناية بهاتين الحديقتين من قبل المصلحة التقنية بالجماعة، إذ نجد بهما الأعشاب الطفيلية والأشواك التي يجب أن تنظف منها الحديقتين، كما أن العشب بهما أصبح يابسا وقد أخذ منه العطش مأخذه بسبب غياب الماء عنهما وغياب الرعاية والاهتمام والرقابة الحقيقية عليها..

إن وضعية هاتين الحديقتين تعطي صورة واضحة  على ما تعيشه مجموعة من المرافق العمومية بمدينة ابن احمد، وعلى المسؤولين عن تدبير الشأن  المحلي ضرورة التدخل الجدي  والفوري من أجل  إعادة  تأهيل  الحديقتين وإصلاح مرافقهما والرفع من جمالهما  ورونقهما، وإعادة  الحياة إليهما لكونهما متنفس لساكنة المدينة على مدار السنة. وحبذا لو تم استغلال فضاء الغابة الشاسع المتواجد بالقرب من مستشفى الامراض الصدرية والتنفسية لإعطاء نفس جديد بهذه المنطقة وذلك بإنشاء مناطق خضراء وحدائق بها أزهار وأعشاب وكراسي حتى تقصدها الساكنة من اجل الراحة والترفيه عن النفس.

من هنا تناشد ساكنة مدينة ابن أحمد المعينين بالقسم التقني في مجلس المدينة الاهتمام بالحدائق نظرا لأهمية الدور الذي تلعبه في الحفاظ على التوازن البيئي  وجمالية المدينة، ووضع حلول عاجلة للاهتمام بالمناطق الخضراء بشكل جيد لأنها بحاجة إلى الاهتمام

admin

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *