إعلان الجزائر إنهاء العلاقات الدبلوماسية لن ينهي العلاقات بين الشعبين

إعلان الجزائر إنهاء العلاقات الدبلوماسية                    لن ينهي العلاقات بين الشعبين
شارك

علال بنور

أعلنت الجزائر رسميا يوم الثلاثاء 24 غشت، قطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب، كما أعلن عنه وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة، سنقف عند قضيتين واردتين في خطاب الوزير الجزائري هما:

– » قرار قطع العلاقات لن يضر بالمواطنين الجزائريين والمغاربة المقيمين في البلدين « 

– » لقد ثبت تاريخيا ان المغرب لم يتوقف عند القيام بأعمال غير ودية وعدائية ضد الجزائر ».

تعليق:

كلام صادر عن جهاز عسكري بمنطق عسكري والذي يتنكر للتاريخ، السيد الوزير تجاهل أن المغاربة والجزائريين شعبين عربيين أمازغيين، لهم أكثر من مشترك تاريخي وثقافي واجتماعي، بل وانساني، شعوب لها مرجعيات واحدة ومقومات واحدة، عرفا الشعبان تعاونا وامتزاجا منذ العصور الوسطى فالحديثة إلى المعاصرة، سوف لن ننبش في الماضي البعيد، سنحدد فترة التعاون القريب بين 1830 و1962، بمعنى من بداية الغزو الفرنسي على الجزائر الى مرحلة استقلاله.

ما هي أهم العلاقات التعاونية بين الشعبين الجزائري والمغربي؟

– مد المغاربة في عهد السلطان عبد الرحمان بن هشام، المساعدة للمجاهد الأمير عبد القادر الجزائري بالسلاح والمؤن والذخيرة، بل مدوه بمجاهدين من سكان المغرب الشرقي، ساهموا جنودا بجانب الأمير ضد الاحتلال الفرنسي 1830، كما شجع السلطان العلوي قبائل الحدود على تقديم المساعدة للأمير عبد القادر.

– لجا الأمير عبد القادر إلى المغرب هروبا من بطش فرنسا، فأقرت معاقبة المغرب بإرسال قوات عسكرية الى مدينة وجدة بقيادة الجنرال  Bugeaud مع احتلالها، فأخذ حربا تكبد فيها المغاربة خسائر في معركة ايسلي 1844.

– ضرب فرنسا مينائي طنجة والصويرة وهددت بالدخول إلى مدينة فاس إن لم يستجب المغرب لطلب طرد الأمير عبد القادر.

– تم التنسيق بين الحركات الوطنية بشمال افريقيا، خاصة بين المغرب والجزائر في إطار إنشاء جبهة موحدة، لمقاومة الاستعمار الفرنسي من خلال مكتب المغرب العربي 1947 ولجنة تحرير المغرب العربي 1948 بالقاهرة، برئاسة المجاهد محمد بن عبد الكريم الخطابي.

– ضم جيش التحرير الجزائري مجاهدين مغاربة بقيادة جماعية مشتركة.

– مع استقلال المغرب 1956 لعب محمد الخامس دورا في دعم الثورة الجزائرية بما فيها الدعم الدبلوماسي في المحافل الدولية، بالرغم من الضغوط الفرنسية على المغرب.

– تطوع ثوار مغاربة إلى جانب جيش التحرير الوطني الجزائري.

إلى غيرها من العلاقات المتعددة الابعاد بين الشعبين المغربي والجزائري. فإعلان حكام الجزائر عن قطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب، لن يضر الوطن في شيء ولن ينهي العلاقات التاريخية والجغرافية والثقافية والإنسانية بين شعبين اخويين. كما هو اليوم، نجذ في بلاد المهجر في كل دول العالم، إن الشعبين أخويين متآزرين متعاونين، لهم علاقة تطبعها المحبة بعيد عن الحسابات الضيقة والخطابات السياسية المجحفة.

admin

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *