انفصامية الخطاب في الحملة الانتخابية لحزب العدالة والتنمية
علال بنور
يروج حزب العدالة والتنمية في دعواته الانتخابية، لاستحقاقات 8 شتنبر 2021 باتخاذه أسلوب بهرجة متناقضة، مع المسخ السياسي الذي أنجزوه منذ مجيئهم الى الحكم مع 2011 الى الآن.
فالمتتبع الغيور على هذا الوطن ،عبر شبكات التواصل الاجتماعي ،لبرامجهم وسلوكياتهم اثناء الحملة ،التي يروجون من خلالها على إقدامهم بإصلاحات متعلقة بالشأن المحلي والإقليمي والوطني ،وأن لهم الحل السحري لكل المشاكل،وهم بذلك في خطابهم الدعوي، تناسوا أنه ذات الخطاب والبرنامج الذي دعوا له في الانتخابات السابقة ،والذي خول لهم تحمل المسؤولية السابقة في الحكم، فكانت إنجازاتهم ضد الإرادة الشعبية ، تميزت بالقهر والظلم ،والتاريخ يشهد على تقبيرهم للمكاسب والإنجازات التي حققتها الحكومات السابقة ،فخطاب العدالة والتنمية، قام على الشعبوية وهو نفس الخطاب الذي يركبون عليه في هذه الاستحقاقات.
في هذا الصدد، سأعطي بعض صور القبح التي يروجون لها أثناء حملتهم الانتخابية بدون حياء، والتي تركز على الفئات الفقيرة والمناطق الهشة من جغرافية بلادنا، وهي نفس محاور برنامجهم في الاستحقاقات السابقة والتي أتت بهم الى سدة الحكم.
الرفع من المداخيل الذاتية للجماعات التربية – توسيع الوعاء الضريبي للجماعات الترابية – ترشيد النفقات للجماعات الترابية-الرفع من ميزانية الصحة – تفعيل التغطية الصحية – الدعم المالي للنساء الارامل – تعميم التأمين الإجباري – تعميم التغطية الصحية للمسنين – تقليص الفوارق الاجتماعية – جلب الاستثمارات الأجنبية المباشرة – احداث مناصب شغل – اطلاق 5 سدود كبرى على الأقل سنويا – تعميم الحماية الاجتماعية – احداث بطاقة الامتياز للشباب لولوج المؤسسات الثقافية والرياضية – تعميم منحة الطلبة على المستحقين – الرفع من عدد المناصب للأساتذة في التعليم العالي .
تعليق:
كل سلوكيات وبرامج هذا الحزب، تبعث على القلق والتقيؤ من الجولات البهلوانية التي يقوم بها كوادر الحزب، اتار انتباهي الرحلة المكوكية التي قام بها الأمين العام سعد الدين العثماني في إطار الحملة الانتخابية، بدواوير إقليم شيشاوة، استقبله سكان البوادي بحفاوة عالية، فجعلوه في مرتبة الزعماء الكبار أو رئيس دولة، بطوابير بشرية والزغاريد وتقديم التمر والحليب وهو يلوح للسكان بيديه.
عجبا، ألم يستحيي ويخجل من نفسه التي جعل منها ذاتا متعالية في مرتبة الكبار، وبالعودة الى فهم أكاذيب هذا الحزب يمكن أن نسجل الملاحظات التالية:
دعواتهم الواردة في برامجهم تنم عن الكذب وانفصام في الشخصية ،يلوحون بعصا سحرية في استبلاد الشعب ،متناسين أن انجازاتهم وقفت عند القمع والاعتقال والضرب في المسيرات السلمية ،نموذج اسرة التعليم والأطر الصحية ،والقهر والتجويع للشعب .فمن خلال البرنامج الانتخابي الذي يلوح به حزب العدالة والتنمية في حملاته وسط بسطاء الشعب ،هل نسي إنجازاته الكارثية، والتي نعيش اليوم تداعياتها بغضب شديد ،إنها عشر سنوات من الظلم ، بإصلاحات فاشلة وتوسيع دائرة الاقتصاد غير المهيكل ، واتساع رقعة الريع التي مست كل القطاعات ،مع الفساد المتعدد الأوجه ،ظلمهم زاد من الفقر والبطالة والغلاء ،مع سحق الطبقة الوسطى والرفع من تسعيرة الكهرباء والماء وحليب الأطفال ، والرفع من الضريبة على العقار، وضريبة القيمة المضافة على المواد الاستهلاكية للفقراء والطبقة الوسطى .
فالتاريخ يشهد ،على أنهم جمدوا الأجور وفرص الشغل ،وحولوا التوظيف بالتعاقد مع إهانة وسب الشعب ،بل التهديد بالسجن ،فرضوا شروطا على الصحافة الالكترونية في ما سموه بالملاءمة ، كما فرضوا قوانين ظالمة على المتقاعدين ، ولم يقف ظلمهم عند هذا الحد ،بل تسامحوا مع مهربي الأموال ومنحوا لأبنائهم حق الحصول على المنح والتوظيف ،كما منحوا الشواهد العليا لكوادرهم بطرق مشبوهة ،ليحتلوا مناصب في الإدارة والتعليم العالي في غياب تكافؤ الفرص ، فرضوا الاقتطاع من أجرة المضربين ،فاجتهدوا ،ليجدوا لها تفسيرا في القرآن، رفضوا إلغاء معاشات الوزراء والبرلمانيين .كما فصلوا التكوين عن التوظيف وخصصوا المعاهد العليا لأبناء الأغنياء فقط ،شجعوا ممارسة القمع بالضرب والاعتقالات في المسيرات السلمية ،كما شجعوا اقتصاد الريع وبيع قطاع الصحة والتعليم العالي للخواص ، كما فشل نظام الرميد الذي طبلوا له كثيرا.
تلك مظاهر من البؤس، التي شملوا بها الطبقة الوسطى وعموم الشعب، إن قراراتهم السياسية، شملت كل القطاعات بالظلم والقهر، واليوم يخرجون في حملاتهم الانتخابية، يلبسون قميص يوسف، ويرفعون شعار المظلومية.