رفاق الزعيم التاريخي “علي يعتة” يطالبون إعادة الحزب لمساره الطبيعي ونبيل بنعبد الله يتحمل المسؤولية التاريخية

رفاق الزعيم التاريخي “علي يعتة” يطالبون إعادة الحزب لمساره الطبيعي ونبيل بنعبد الله يتحمل المسؤولية التاريخية
شارك

المنظار: اعتبارا لأهمية هذا المقال في النقاش الدائر بين رفاق التقدم والاشتراكية ارتأينا إعادة نشره عن أحداث ميديا وهو مقال يعبر فيه صاحبه عن رأيه الخاص  /   A – CH كما أننا نظل منفتحين على كل الآراء مهما اختلفت وتعارضت، إذا ما توصلنا بها، إيمانا منا أنه أن الصراع الفكري السياسي لا يمكنه في نهاية المطاف سوى إنتاج معرفة يكون الرابح فيها:

المناضلون لتجاوز الحقائق الذاتية والانفتاح على المعرفة باعتبارها نتاجا مجتمعيا، والمجتمع لتجاوز مرحلة الانحباس.

 

قد يبدو غريبا جدا بالنسبة للمتتبع الشأن العام بالمملكة المغربية ، الذي يؤمن بأن البحر السياسي هادر بالحركة والانجراف والتغيير في إطار عملية المد والجزر ، الذي يختزن في ذاكرته الفكرية و الأدبية مجموعة من التجارب الحافلة بالنظم الكاريزمية ، أن يفهم مضمون انتفاضة بعض الرفاق والرفيقات تحت شعار : مبادرة “سنواصل الطريق ”، كحركة استثنائية حزبية ، تقتضي تصحيح البيت الداخلي لحزب التقدم والاشتراكية .

مبادرة “سنواصل الطريق ” انبثقت من سيرورة الفكر اليساري والعمل المؤسساتي، وبإرادة شعبية وعزيمة قوية لدى بعض مناضلي ومناضلات الحزب، وحتى إن كان اعتبارها تفعيلا دستوريا ، و حق مشروع بموجب الانتماء والإيديولوجية والانخراط في تلك المنهجية الفكرية تجاه الحياة السياسية .

هنا نقف ونضع النقط على الحروف ونطرح سؤالا وجيها كالتالي :

– كيف يمكن للأمين العام لحزب PPS ، السيد نبيل بنعبد الله ،أن يتصرف على نحو علني ومكشوف وعلى غير العادة، خصوصاً عندما يتعلق الأمر تجاه رفاق ورفيقات مبادرة “سنواصل الطريق “، التي تطالب بمراجعة توجه الحزب ، وإجراء نقد ذاتي، ومصالحة مع جميع النشطاء ، والعمل على تخليص الحزب من تناسل المزيد من التناقضات بين القول والفعل ،التي أسفرت عن العديد من الانتكاسات السياسية الخطيرة ،كتلك العاصفة الهوجاء التي ضربت الحزب بقوة تسونامي ،إذ كان من وراءها صاحب الكلام الخبثان سنة 2016 ،أسوأ السنوات على الحزب ،حيث سار كل شيء من سيء إلى أسوأ ، أنداك وجه الديوان الملكي إنذارا شفويا إلى السيد بنعبد الله ، ووصف تصريحاته ، بأنها وسيلة للتضليل السياسي في فترة انتخابية ، مشيرا إلى أن”تلك الفترة الانتخابية تقتضي الإحجام عن إطلاق تصريحات لا أساس لها من الصحة واستعمال مفاهيم تسيء لسمعة الوطن وتمس بحرمة ومصداقية المؤسسات المملكة المغربية “.

– فكيف السبيل إلى توحيد البيت حزب التقدم والاشتراكية قبل تنظيفه أولا من الوصولية، وتجاوز حالة التشرذم والانقسام والاندثار والأفق المسدود ،الذي يتحكم في مساره السياسي السيد نبيل برفقة بعض الرفاق والرفيقات، ويكفي أن نجد البعض من هؤلاء لهم أمل كبير في نجاح هذه الانتفاضة الحكيمة والرزينة ، لإزالة التحكم والشطط والتسلط من المكتب السياسي الذي صار غارقا بين الوهم الانتخابي والملل السياسي ؟ .

لقد استغل الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية السيد بنعبد الله ، السلطة والمركز الإداري للهياكل التنظيمية للحزب ، استغلالا للاأخلاقي ، ما يمكن أن يوصف به “همجيا وحشيا” ، لا يمس بمبادئ ومناهج الحزب بأي صلة على الإطلاق ، بل استعمال القوة والسلطة اللاقانونية تجاه الرفيقة فاطمة السباعي عضوة الديوان السياسي ، ورئيسة المنتدى المناصة والمساواة و عضوة اللجنة المركزية ،والرفيق عزالدين العمارتي ، عضو الديوان السياسي واللجنة المركزية، ومنعهما للحضور اجتماع المكتب السياسي ،وذلك على خلفية طرحهما إدراج نقطة ” مبادرة – سنواصل الطريق – ” في جدول أعمال الاجتماع ليوم الأربعاء 22 شتنبر الجاري ، أو إدراج هذه النقطة في جدول أعمال الدورة المقبلة للجنة المركزية إن كان ممكنا .

بكل بساطة ، الديكتاتورية والقمع الممنهج وقتل مبادئ اليسار والديموقراطية المجتمعية ، انقلاب صريح على وثيقة ومشروع وتاريخ حزب الزعيم التاريخي “علي يعتة ” رحمة الله عليه ،” واهم أو ساذج من يتهيأ له ،أنه وارث للحزب وأصبح ملك له . . ” .

وفي هذا السياق ، جاء في البيان الاستنكاري من طرف رفاق ورفيقات مبادرة “سنواصل الطريق” ، أن العضوان تعرضا للتهجم والإهانة والتعنيف اللفظي من طرف بعض الأعضاء بالمكتب السياسي ،باعتبارهم زبانية السيد نبيل بنعبد الله وتنفيذ قراره بمنعهما من حضور الاجتماع .

ودعت تنسيقية مبادرة “سنواصل الطريق” قيادة حزب التقدم والاشتراكية إلى التحلي بالحكمة والرزانة والمسؤولية ، وعقد مصالحة شاملة لاسترجاع نشطاء الحزب ، والقيام بعملية نقد ذاتي في إطار من المصارحة والمكاشفة مع الذات ومع الجماهير العريضة .

كما دعت الأمين العام للحزب إلى تقديم نقد ذاتي تتبعه استقالته الفورية في انتظار عقد مؤتمر استثنائي.

هنا ، نقف مجددا ونطرح سؤالا مقتضبا كالتالي :

كيف يمكن للحزب اليساري ، الذي تأسس عام 1943، باسم الحزب الشيوعي المغربي، واعترفت به السلطة رسميا عام 1974، وكان من أحزاب الكتلة الوطنية ، وبعد الزعيم التاريخي علي يعتة عام 1997، تولى إسماعيل العلوي الأمانة العامة للحزب ، أن يتعامل مع العدد الهائل والكبير لمناضلي ومناضلات الحزب ، الذين يطالبون برحيل السيد بنعبد الله ، الذي استلم قيادة الحزب في مؤتمره الوطني الثامن (2010) ، ناهيك عن طلبهم حول تنظيم مؤتمر استثنائي ،لتقييم الخسارة الفادحة للحزب في انتخابات الثامن من شتنبر2021 .

– فكيف ترفعون شعار “المعقول”، وتضعون الإنسان في برنامجكم وقلب السياسات العمومية والرهان الانتخابي أكبر من طموحاتكم ،ذات الأليات السلبية والانتهازية؟.

ولولا القاسم الانتخابي الجديد ، لكانت نكسة سياسية بامتياز للحزب ، إخفاق كان منتظرا ومؤكدا ، بسبب السياسة التهميش والاقصاء التي نهجها السيد نبيل بنعبد الله في حق الكثير من مناضلي ومناضلات الحزب ،ثم تفعيل المحسوبية والزبونية والغطرسة التنظيمية داخل هياكل الحزب ، مما أدى إلى منح بعض تزكيات الترشح لمن لا يستحق ، وهنا يقف تخطيطكم مع أبسط آلياتكم حول تنفيذ برنامج انتخابي فاشل ، لتتساقطوا واحدا تلوى الأخر في بئر الخسارة الفادحة ثم إلى المعارضة ، بعدما كنتم تظنون أنه مرحب بكم في التحالف الحكومي ، فكانت مهزلة لجؤكم إلى السيد عزيز أخنوش في مقابلة لا تتعدى خمسة دقائق واضحة معالم ،”لا وقت للحديث معكم فأنتم ضعفاء ما دمتم تساهمون في إضعاف حزبكم، ومادم لكم سوى الكلام الشفوي والبعيد كل البعد عن المسار الحقيقي حول تنزيل أهم البرامج التنموية والمشاريع الكبرى للدولة المغربية “، رد وجواب صريح لكم من وزير الحكومة المغربية .

لا يمكن أن تغطي الشمس بالغربال ، أسباب انتكاسات حزب التقدم والاشتراكية واضحة، لا تختلف عمومها عما أصاب الرفاق من خسارة ، منها ما يعود إلى ضراوة القمع ومصادرة الحق في الرأي وحرية التعبير بشراسة، استهدفت بالأساس مناضلي ومناضلات الحزب، وطالت أحيانا بعض المتعاطفين معه، ما أنهك حزب الزعيم التاريخي ”علي يعتة”، وأدى لتراجعه عن محاولات التغيير الحقيقي في المجتمع، فكانت لكم تجربة سابقة ، نصف ولاية في الحكومة ونصف آخر في المعارضة، فما موقعكم حين رفضكم السيد عزيز أخنوش وزير الحكومة الحالية، و إلى وأين يمكن أن تأخذكم سياستكم هاته ؟ .

admin

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *