من غرائب اشكال العنف بالدار البيضاء
علال بنور
تعيش الدار البيضاء حصريا أنواعا من العنف الرمزي والمادي، فأشكال التلوث تعددت مظاهرها، من السرقة بالخطف والاعتداء بالسيوف، الى التلوث بالضوضاء واغراق الازقة والشوارع في الاحياء الهامشية بأشكال من الازبال المتعددة المصادر، الى السحب السوداء المشبعة بالغازات السامة الناتجة عن حركة العربات، التي تروج بفضاء المدينة والتي فاق عددها المليونان.
لذلك، سنعطي بعض المشاهد المسيئة لمدينة الدار البيضاء، ونتمنى من القيمين على شانها، التفكير جيدا للبحث عن حلول للتخفيف من الضرر الذي أصابها منذ التراكمات السابقة، يروج عبر شبكات التواصل الاجتماعي اخبار من هنا وهناك، وما هي إلا فيض من سيل جارف، لا نعرف نهايته، الشيء الذي جعل البيضاوي يتعايش مع هذا القبح الذي ازداد تعفنا، لذلك سنعطي بعض الصور المزعجة والمعبرة عن أزمة المدينة.
– بمقاطعة عين الشق بشارع الداخلة، تم الاعتداء في واضحة النهار وبالشارع العام، على سيارة يسوقها مالكها، تم رشقها بالحجار بدون سبب.
– بالقرب من سوق الجميعة بتراب درب السلطان، اعتدى ثلاثة شبان من حملة السيوف على طفل، فسلبوه هاتفه النقال.
– بشارع غاندي، تعرضت سيارة سيدة عند ركنها قرب الرصيف، الى هجوم من طرف حامل للسترة الصفراء، يدعي الحراسة، بغسلها بدون استئذان مالكتها بالقرب من مقهى Du pont
– بشارع أبو بكر القادري، قرب حي المستقبل في اتجاه وسط حي سيدي معروف، طوابير للسيارات لا تطاق، فلقطع مسافة خمسة كيلومترات يلزم ساعة من الزمن فأكثر.
– بتراب عمالة الحي الحسني، بحي رياض الالفة، تعيش تجزئة الأزهر2 حالة وبائية رباعية الشكل، من الازبال والكلاب الضالة والماشية.
– بحي بركون، يحتل حداد بورشته الرصيف العام، بدون مراعاة أن الرصيف مخصص للراجلين.
– من كثرة الازدحام بكثرة السيارات، أصبح سكان الدار البيضاء يفكرون في استبدال عرباتهم بعجلات نارية، تفاديا لأي تأخر عن ساعة العمل وتجاوزا للأمراض العصبية.
– احتجاج أمهات التلميذات والتلاميذ بوقفات أمام مدرسة زينب النفزاوية بحي درب غلف، بحجة تعليل الاكاديمية أن المدرسة آيلة للسقوط في أي وقت، نظرا لحالتها المعمارية غير المؤمنة، غير أن الأمر عكس ذلك، فلعاب مافيات العقار يسيل كالسعار، في غياب أي سلطة تحمي هؤلاء الأطفال، الذين ذنبهم يريدون مدرسة قرب مساكنهم، أما إذا عدنا الى تاريخ مدرسة زينب النفزاوية وحليمة السعدية، فلهما دور كبير في تعليم أبناء حي النخيل وحي درب غلف.
– تحول أصحاب السترات الصفراء من حراس السيارات بالقوة الى لصوص، يوهمون الناس بأنهم حراس، وهم يتربصون بالإقامات لسرقة محتويات الشقق، إذا سألته عن سبب وقوفه أمام العمارات يقول لك انه عساس.
– أصبح الموظفون الاكثر التزاما بزمن عملهم، يستيقظون باكرا قبل الفجر، في سباق مارطوني للحصول على مكان موقف سياراتهم، قرب مقر عملهم.
– يشتكي الشباب الرياضي من سلوكيات المشرفين على ملاعب القرب، او ما يعرف بالمراكز السوسيوثقافية، وهو مفتوح طيلة اليوم، يفرض المشرف على كل رياضي شاب أداء 100 درهم، للعب مباراة كرة القدم، مع العلم أن القانون المنظم لهذه المراكز مجاني.
– تعرض مسرح مقاطعة الفداء، لعملية السرقة لتجهيزات تقدر ب 500 مليون سنتيم، لكن يبقى، هل السرقة تمت قبل او بعد تسليم السلط بين المجلس المنتخب السابق والحالي.
– طريق مديونة سابقا وشارع محمد السادس حاليا، عند كراج علال، هذا المقطع الطرقي يسميه المواطنون بالسراط المستقيم، من جراء حركة العربات والمارة للتسوق بين القساريات.
-درب بنجدية قرب مسجد، مجال يخنقه الباعة الجائلون، والازبال والاكتظاظ بكثرة مرور السيارات.
– تعرف شوارع وازقة الاحياء، شبكة من الحفر بمختلف الاحجام والاعماق، التي غالبا ما تسبب حوادث، الشيء الذي يزيد من عرقلة السير، اضافة الى الهلع اليومي للمواطن من حملة السيوف والسترات الصفراء.
هذه الصور هي جزء من واقع سيء لمدينة، تعتبر متروبول المغرب، فتعددت وظائفها من المدينة الذكية الى مدينة المال والاعمال الى المدينة الاقتصادية، تلك هي الدار البيضاء فمشاكلها أكبر من اغراءاتها. الشيء الذي جعلها تحتل رتبة سيئة في معدل الامن البيئي والاجتماعي.