رحاب كلية الآداب والعلوم الإنسانية بن مسيك في مهرجانها الدولي للمسرح الجامعي 33

رحاب كلية الآداب والعلوم الإنسانية بن مسيك في مهرجانها الدولي للمسرح الجامعي 33
شارك

فؤاد الجعيدي

حضور وازن للنقابة الوطنية للصحافة ومهن الإعلام في الدورة 33 للمسرح الجامعي الذي دأبت على تنظيمه كلية الآداب والعلوم الإنسانية، بن مسيك بالدار البيضاء التي اختارت، ومنذ ثلاثة عقود مضت، أن تساهم وبقوة للترويج للفنون المسرحية، من منطلقات التجريب الأكاديمي رهانا على ربط العلاقة بين الشعوب والثقافات والحضارات ونشر قيم التلاقي والتسامح بين بني البشر، من ثقافات ومعتقدات مختلفة ومتباينة، قدرها الوحيد أنها تعيش على كوكب واحد، يفرض على الناس جميعا التسامح والتعايش في أمن وسلام، هنا ومن هذه المدينة الأطلسية التي صارت الوجه المتحول لبلد بأكمله، الدار البيضاء التي احتضنت قبل هذا المسرج العمالي في القرن الماضي وعرفت نهضة مع المسرح الهاوي وخلقت مدارسها في دور الشباب بالحي المحمدي ودرب السلطان مع مسرحيين ساهموا في تنشيط حركة مسرحية للفرجة والترفيه،  ومر بها حكواتيون بمنطقة لقريعة ودرب غلف والبلدية  وشمت صورهم ذاكرة البيضاويين من شباب منتصف سنوات الستين والسبعين والثمانين.

جيل جديد من أستاذة كلية الآداب بن مسيك، ممن عشقوا الفرجة المسرحية وانشغلوا باتجاهاتها الفنية، واشتغلوا على مقوماتها النظرية، ليؤسسوا منها مهرجان يطل علينا في كل سنة، كما يفعل اليوم، في جائحة لم يسبق لها مثيلا في تاريخ البشرية، ويسعى معها المهرجان إلى إعادة تمثل هذا التباعد الاجتماعي الذي انتصرت له الإجراءات الاحترازية، وقوضت حرية الناس في التنقل والتلاقي، بل تم استغلال الظروف لمزيد من عزل البشر عن بعضهم البعض.

في كلمة السيد عميد الكلية، في اللقاء مع الصحافيين، قلب المواجع، للبوح الجميل بالرهانات العظيمة، لهذه الدورة التي جاءت للتجاوب مع سياقها المقلق تحت شعار المسرح والـتأقلم ..

الفرجة المسرحية تقتضي خشبة وسينوغرافيا وممثلين وجمهور، هذه العلاقات تأثرت بالوباء المستجد، وفتحت بابا للمواجهة على ما ينبغي أن يكون عليه إصرار المنظمين..

لأول مرة في حياة المهرجان الجامعي، اهتز اليقين في ضبط البرنامج العام، فرق مسرحية أكدت حضورها، لكن لعنة الوباء أصابت بعض أعضاءها من الفرقة السعودية، فرقة من كوريا الجنوبية اعترضتها الإجراءات الاحترازية، والمتمثلة في ضرورة الخضوع للحجر الصحي على مدى خمسة عشر يوما، في حين أن أيام المهرجان معدودة، مما استوجب القيام بتعديلات التي استمرت إلى منتصف الليل من ليلة افتتاح المهرجان.

وعن الرهان الكبير للمهرجان الجامعي للمسرح، يؤكد السيد العميد أنه رغبة قوية في مشروعه الثقافي، أن يتجاوز الوظائف التقليدية للحرم الجامعي في التدريس والتكوين العلمي داخل القاعات والمدرجات وأن يمتد بعطاءاته إلى الجمهور الواسع خارج أسوار الجامعة وطنيا ودوليا، خدمة للمثل والقيم الإنسانية

لقد صاغ المهرجان مقولة التأقلم، لإعادة طرح مجموعة من الأسئلة عن العوامل الناشئة والضاغطة، التي افتعلها الوباء وبلغ مدى تأثيرها، على مكونات الفرجة المسرحية، في التواصل المباشر مع جمهورها وعشاقها، كما يحدث للمهرجان الجامعي اليوم. لكن حافظ على أسس مشروعه الثقافي في مكوناته القارة، بتقديم عروض مسرحية ومحترفات تكوينية وتكريم  بعض الوجوه من النشطاء في المجال المسرحي ثم مائدة مستديرة..

العروض المسرحية التي تمت برمجتها، بعضها سيكون مباشرا لكن بعضها الآخر ستتم متابعته عبر المنصات الرقمية تأقلما مع الأوضاع الجديدة.

الجديد في هذه الدورة تقديم كتاب جديد أحمد مسعاية، الرجل الكبير في المسرح كما سيتم تكريم الفنانة مليكة العماري التي لها وزنها على المستوى السينمائي والمسرحي دام حضورها على امتداد نصف قرن وهو تكريم للمرأة المغربية، وتكريم رجل الصحافة نور الدين مفتاح، اعترافا له بمواكبته لمراحل من عديدة من حياة المهرجان، وهو اعتراف في عمقه بالخدمات التي أنتجتها الصحافة الوطنية في مواكبة المهرجان والتعريف به والترويج لمضامينه بين الجمهور الواسع.

لجنة التحكيم بالمهرجان ستتعاطى خلال هذه الدروة على مستوى التقييم بالمتابعة المباشرة، وعن بعد للعروض المسرحية المبرمجة ،وهذه الصيغة يتم الاقرار معها بانتفاء شرط العدالة لكن سيتم اعتمادها كشكل من أشكال التأقلم الذي استدعته الأوضاع الجديدة.

admin

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *