قراءة في كتاب: الوحدة الترابية قضية المغاربة الأولى لمؤلفه بوشعيب الحمرواي

قراءة في كتاب: الوحدة الترابية قضية المغاربة الأولى لمؤلفه بوشعيب الحمرواي
شارك

فؤاد الجعيدي

الأستاذ توفيق الناذيري، الكاتب العام للنقابة الوطنية للصحافة والإعلام، تناول بالدرس والتحليل كتاب، الوحدة الترابية قضية المغاربة الأولى، لمؤلفه بوشعيب الحمرواي، خلال الندوة التي خصصتها الشبيبة العاملة المغربية، للمسيرة الخضراء ومستجدات ملف الصحراء ودور الاتحاد المغربي للشغل في الدبلوماسية النقابية.

التناول الذي اشتغل عليه الأستاذ توفيق الناذيري، أتى من منطلقات القراءة العالمة، التي انشغلت بتفكيك فصول الكتاب للوصول إلى المرجعيات التي استند عليها صاحبه، في تقديم فصول موضوعه، لكن الاهتمام أيضا ذهب إلى تحليل المنطلقات والمبررات التي قادت، الكاتب بوشعيب الحمراوي إلى تأليف هذا المتن. وهو تمكين جمهور المغاربة من حسن الترافع على قضية وحدتهم الترابية، كحدث وطني لتحرير ما تبقى من التراب الوطني من الهيمنة والاحتلال الأجنبي.

المؤلف كما يرى الأستاذ توفيق، استعان في توفير كل المعطيات المتعلقة بالمسيرة الخضراء بالاعتماد على تقديم الإحصائيات المتعلقة بالمشاركين في هذا الحدث التاريخي، وما وفر من إمكانيات لوجستيكية وبشرية لمرافقة هذا الحشد البشري الذي بلغ 350 ألف مشاركة ومشارك، وما انضاف إليهم من أطر للتأطير وطواقم طبية، مع الكشف عن العدد الحقيق لمن رافق هذه المسيرة التحررية للأقاليم المغربية الصحراوية.

ولم يفت الكاتب تقديم التأويلات التي تيسر للناشئة فهم الدلالات العميقة لهذا الحدث الوطني. حيث يقول أن نسبة المشاركين هي في شكلها توازي عدد الولادات في ذلك الزمن..

الفصل الثالث من الكتاب هو الذي استوقف الأستاذ الناذيري، حيث تلمس فيه سعي الكاتب للاعتماد على الشهادات الحية، لمن عاشوا هذه الحقبة التاريخية بكل زخمها وممن ذاقوا الأسر في معتقلات البوليساريو ومن اغتصبت مراحل هامة من حيواتهم في مخيمات تندوف أو بسجون الجزائر.. والتوثيق لهذه الجوانب لها قيمتها المعرفية في حفظ جزء هامة من تجربة من ذاق العذاب والقهر والقمع.

وفي الفصل الرابع يرى الأستاذ الناذيري عودة المؤلف بوشعيب الحمراوي لكرونولوجية الأحداث، من سنة 1974 وما تلاها من تطورات للقضية الوطنية في المحافل الدولية، إلى حصول الاعتراف بأحقية المغرب على سيادته الوطنية على صحرائه المغربية، والظروف التاريخية التي برزت فيها حركة البوليساريو كتنظيم سياسي وهمي لدولة وهمية..

في هذا الفصل كان سردا تاريخيا لمعرفة قضية وحدتنا الترابية، وما رافقها من صراعات إقليمية مع النظام الجزائري، والذي ظل عبر مسار القضية يناور افريقيا وأمميا، وكيف كان المغرب يتصدى للدفاع عن هذه القضية المقدسة لكل المغاربة.

وصولا إلى المقترح المغربي، للحكم الذاتي، وما تلاه من مناورات على معبر الكركارات وكيف انتهى إلى بسط المغرب سيادته، على نفوذ ترابه الوطني وتأمين معابر مرور السلع والبضائع نحو العمق الإفريقي.

وما يعرفه اليوم هذا المجال الجنوب المغربي من أوراش مهيكلة ومن عمليات بناء مستمرة، وقف عليها الكاتب برصد جوانبها للتأكيد على أن المغرب متواجد بقوة في صحرائه ولا تعنيه تلك المناوشات التي اعتاد عليها خصوم وأعداء الوحدة الترابية

الجزء الخامس من هذا المؤلف اهتم بالجوانب الجغرافية والتاريخية للثغور والجزر المحتلة وتقديم معطيات دقيقة حولها والتي لا زالت تحت وصاية الاستعمار الاسباني.

في الجزء السادس، يعود المؤلف للنظام الجزائري لمحاولة فهم مواقف هذا النظام وطبيعة عدائه للمغرب، وهو عداء وفق رؤيته، نشأ في سياق تاريخي مذكرا بواقعة حرب الرمال، لكنه يذهب في تفسيره واستنتاجاته لهذا العداء، أن النظام الجزائري يعمل عل إخفاء مشكاله الداخلية ويعمل على تصريفها وتصديرها لدول الجوار.. وهذا المنطق لن يقود النظام الجزائري سوى إلى الهلاك وفق رأي المؤلف.

وانطلاقا من أن ملف الصحراء هو قضية لكل المغاربة، يقترح المؤلف أن يكون هناك مرصد وطني يتألف من الإعلامين والحقوقيين، ليس فقط للترافع بل لتحرير هذا الملف من الأوهام التي ارتبطت به ويعمل على نضج المقاربة التشاركية حول قضية لا تقبل أي مزايدة كما يتمثل ذلك كل المغاربة وبمختلف أطيافهم وحساسياتهم السياسية.

admin

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *