رأي في قضية: سؤال مع دعاة المرجعية الدينية

رأي في قضية: سؤال مع دعاة المرجعية الدينية
شارك

للأستاذ علال بنور

منذ أن أعطيت المسؤولية لتدبير الشأن السياسي، لحزب يدعي أن له مرجعية دينية إسلامية، ولمدة عشر سنوات ، منذ 2011  إلى اليوم ،يخرج علينا قيادي حزب العدالة والتنمية، بأسلوب التباكي و المظلومية ،ثم التهديد والوعيد ،فيه  السب والقدف والتلويح بمفاتيح السجن، إلى آخره من الأساليب الرعناء ،التي تنم عن خبث ما بعده خبث، ولم نعرف منذ استقلال هذا البلد حكومات تسب وتشتم وتحتقر الشعب.

 .يخرج علينا  صقور هذا الحزب بدزينة من القوانين، غير أنهم هم الدين من يخرقون هذه القوانين، يجتمعون في قضية واحدة يطرحون فيها السؤال . « هل فقدت القيم معناها في السياسة؟  » ثم يجتمع الصقور حول فكرة من صنعهم تقول:  » الممارسة السياسية لحزب اختار المرجعية الإسلامية في عمله السياسي، هي مرجعية أخلاقية بالدرجة الأولى « 

عن أي أخلاق يتحدثون؟ عن خرق حقوق العمال والموظفين التابعين لمصالحهم، أم عن الأخلاق المرتبطة بالقيم الإنسانية، أم عن القيم التي تدعو لاحترام السلوك العقلاني، أم عن المبادئ الدعوية التي تبيح ما تحرمه على الآخرين.

 ومن هنا، لا يحق بتاتا الفصل بين السلوك الشخصي والمبادئ التي يؤسسون عليها خطاباتهم المدجلة، وبرامجهم السياسية المتحكمة في كل ما هو اقتصادي واجتماعي،  تلك البرامج اللاشعبية  واللاوطنية.

عن أي أخلاق تتحدثون ؟:

– هل الأخلاق التي قتلتم بها المناضل، أيت الجيد بنعيسى، لأنه اختلف معكم في الرأي؟

– هل أخلاق الدين الشعبوي الذي روجتموه للحصول على المراتب الأولى في الانتخابات ؟

– هل الأخلاق التي قهرتم بها شيوخ التعليم عند تقاعدهم ؟

– هل الأخلاق التي بها وسعتم الوعاء الضريبي ؟

– هل ببرامجكم غير المنفذة التي فجرت الحراك في العديد من المدن ؟

– هل الأخلاق التي بها وظفتم أبناءكم ،ووزعتم المنح على حوارييكم للدراسة بتركيا وأروبا ؟

– هل الأخلاق التي أقمتم بها مجازر في حق الطلبة الأساتذة وحملة الشواهد ؟

– هل الأخلاق التي بها تشتمون، وتنعتون الشعب بأقبح النعوت لأنه اتخذ المقاطعة واجهة نضالية ؟

– هل الأخلاق هي دفاعكم، عن الباطرونا الاقتصادية ورموز الفساد ضدا في الشعب الذي تخلت عنه جميع الفرقاء ؟

بمنهاجيتكم الظلامية، أفسدتم السياسة في الحزب والنقابة، وفي تحالفكم مع الأحزاب المنسلخة عن جلودها الديمقراطية، التي كانت تسمى الكتلة التاريخية.

إن اختياركم للمرجعية الاسلامية في السياسة، قمة النذالة الديماغوجية، فهو اختيار ينبني على نظرية الحق الإلهي التي كانت تروج لها الكنيسة بأوروبا في العصر الوسيط.

 المرجعية الإسلامية في المطارحات الفكرية والثقافية مقبولة، لكنها مرفوضة في التنظيمات السياسية.

هل بمرجعيتكم الإسلامية أسستم دولة أم تريدون ذلك؟ وهل عرف التاريخ شعبا أسس دولته على المرجعية الدينية؟

admin

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *