المنتظم الدولي في مواجهة العنف ضد النساء

شارك

المنظار: تعنيف النساء لا زال في كل البلدان يعرف تمظهرات متعددة، ويساهم في تبخيس إنسانيتهن ولعل مجتمعنا لا يشكل نشازا عن هذا التوصيف، وبالرغم من تبني بلادنا لمقاربات النوع، وبذلها جهود بفضل نضاليات النساء وتمكينهن من  المشاركة السياسية ، وحقوقهن في التمدرس والولوج إلى المناصب السامية ومواقع القرار.. فإن الإحصائيات المقدمة حول ظواهر العنف الممارس على النساء في الحياة الأسرية أو مواقع العمل، يقودنا إلى مزيد من القناعة لتسليط الضوء على الانتهاكات لحقوق وكرامته النساء والتي عادة يتم الانفلات من العقاب عليها.

منذ بداية السنة الجارية، كشفت مديرية الأمن الوطني على أرقام مفزعة، حيث تم تسجيل أكثر من 61 ألف قضية عنف ضد النساء ويمكن أن تكون الأرقام صادمة بالعدد الحقيقي للنساء اللواتي لا يبلغن على ما تعرضن له من عنف بسبب العوامل الثقافية المحافظة، والسيطرة وتحكم النظرة الذكورية على العلاقات الاجتماعية.

وعلى المجتمع وتنظيماته المدنية الحية المزيد من العمل والتحسيس للانتصار لاستئصال مظاهر العنف من مجتمعنا ولتكريم النساء بما ستحقنهن من سمو وتقدير.

  • المنتظم الدولي يستهدف القضاء على مظاهر العنف ضد النساء:

كما كان الحال في السنوات السابقة، يدشن اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة لهذا العام 16 يومًا من النشاط يجب أن تُختتم في 10 ديسمبر، وهو اليوم الذي تٌحيي فيه ذكرى اليوم العالمي لحقوق الإنسان. ستُنسق فعاليات عامة عدة، وستُغمر المباني والمعالم الشهيرة باللون البرتقالي للتذكير بالحاجة إلى مستقبل خالٍ من العنف.

لوّن العالم برتقاليًا: فلننهِ العنف ضد المرأة الآن!

تتعرض ثلث النساء للإيذاء. وفي أوقات الأزمات، ويرتفع عدد تلك النسوة في أثناء الأزمات الإنسانية والصراعات والكوارث المناخية كما رأينا في جائحة كورونا. وأظهر تقرير جديد صدر عن هيئة الأمم المتحدة للمرأة، ومستندا إلى بيانات قُدمت من 13 دولة منذ بدء الجائحة، أن اثنتين من كل ثلاث نساء أبلغن عن تعرضهن (أو امرأة يعرفنها) لشكل ما من أشكال العنف، فضلا عن أنهن أكثر عرضة لمواجهة غياب الأمن الغذائي. وقالت واحدة فقط من كل 10 ضحايا إنها ستبلغ الشرطة طلباً للمساعدة.

على الرغم من انتشار العنف القائم على النوع الاجتماعي، إلا أنه ليس أمرًا حتميًا. كما أنه أمر ممكن — بل ويجب — منعه. ويبدأ وقف هذا العنف بتصديق الناجيات، واعتماد نهج شاملة وشاملة تعالج الأسباب الجذرية له، وتغير الأعراف الاجتماعية الضارة، وتُمكن النساء والفتيات. ويمكننا إنهاء العنف القائم على النوع الاجتماعي بإتاحة الخدمات الأساسية التي تركز على الناجين عبر قطاعات الشرطة والعدالة والصحة والقطاعات الاجتماعية، وإتاحة التمويل الكافي للجهود المبذولة في مجال حقوق المرأة.

ولإذكاء الوعي، فإن موضوع هذا العام هو ❞ لوّن العالم برتقاليًا: فلننهِ العنف ضد المرأة الآن!ا❝. فالبرتقالي هو لوننا لتمثيل مستقبل أكثر إشراقًا وخالٍ من العنف ضد النساء والفتيات. فكونوا جزءًا من الحركة البرتقالية!

انضموا إلينا في 16 يومًا من النشاط

يتزامن اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة مع تدشين حملة ❞ اتحدوا لإنهاء العنف ضد المرأة❝ (25 نوفمبر – 10 ديسمبر)، وهي مبادرة مدتها 16 يومًا من النشاط تختتم في اليوم الذي تُحيي فيه ذكرى اليوم العالمي لحقوق الإنسان ( 10 ديسمبر).

وتهدف هذه الحملة، التي يقودها الأمين العام للأمم المتحدة وهيئة الأمم المتحدة للمرأة منذ عام 2008، إلى منع العنف ضد النساء والفتيات والقضاء عليه في جميع أنحاء العالم ، وتدعو إلى اتخاذ إجراءات عالمية لإذكاء الوعي ولتعزيز الدعوة إلى ذلك الهدف ولإتاحة فرص لمناقشة التحديات والحلول.

ومن أنشطتها، عقد فعالية رسمية للأمم المتحدة في 24 نوفمبر (10.00-11.30 صباحًا بالتوقيت الشرقي للولايات المتحدة) ويمكنكم متابعة ندوة عبر الإنترنت على موقع هيئة الأمم المتحدة للمرأة بالتسجيل مسبقًا. كما تتضمن الحملة كذلك تدشين تقرير جديد ببيانات مستكملة بشأن العنف ضد المرأة، فضلا عن عديد المبادرات الرقمية التي يمكنكم المشاركة فيها.

وستُغمر المباني والمعالم الشهيرة باللون البرتقالي للتذكير بالحاجة إلى مستقبل خالٍ من العنف. لذلك إذا رأيتم أضواء برتقالية، فتذكروا هذه الرسالة!

لماذا يجب القضاء على العنف ضد المرأة

ويُعد العنف ضد المرأة والفتاة واحدا من أكثر انتهاكات حقوق الإنسان انتشارًا واستمرارًا وتدميرًا في عالمنا اليوم، ولم يزل مجهولا إلى حد كبير بسبب ما يحيط به من ظواهر الإفلات من العقاب والصمت والوصم بالعار.

بشكل عام، يظهر العنف في أشكال جسدية وجنسية ونفسية وتشمل:

  • عنف العشير (الضرب، الإساءة النفسية، الاغتصاب الزوجي، قتل النساء)؛
  • العنف والمضايقات الجنسية (الاغتصاب، الأفعال الجنسية القسرية، التحرش الجنسي غير المرغوب فيه، الاعتداء الجنسي على الأطفال، الزواج القسري، التحرش في الشوارع، الملاحقة، المضايقة الإلكترونية)
  • الاتجار بالبشر (العبودية والاستغلال الجنسي)؛
  • تشويه الأعضاء التناسلية للإناث؛
  • زواج الأطفال.

لمزيد من التوضيح، فإن إعلان القضاء على العنف ضد المرأة الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1993، يعرف العنف ضد المرأة كالتالي: « أي فعل عنيف تدفع اليه عصبية الجنس ويترتب عنه أو يرجح أن يترتب عليه، أذى أو معاناة للمرأة سواء من الناحية الجسمانية أو الجنسية أو النفسية، بما في ذلك التهديد بأفعال من هذا القبيل أو القسر أو الحرمان التعسفي من الحرية، سواء حدث ذلك في الحياة العامة أو الخاصة. »

تؤثر العواقب السلبية المترتبة عن العنف ضد المرأة والفتاة على صحة النساء النفسية والجنسية والإنجابية في جميع مراحل حياتهن. على سبيل المثال، لا تمثل سلبيات انعدام التعليم المبكر العائق الرئيسي لحق الفتيات في التعليم وتعميمه فقط بل في النهاية تقيد الوصول إلى التعليم العالي وتؤدي إلى محدودية خلق فرص الشغل للمرأة داخل سوق العمل.

في حين أن العنف القائم على نوع الجنس يمكن أن يحدث لأي شخص، وفي أي مكان، فإن بعض النساء والفتيات من فئات معينة معرضات للخطر بشكل خاص – على سبيل المثال، الفتيات والنساء المسنات، النساء اللواتي يصفن بأنهن مثليات أو ومزدوجو الميل الجنسي أو مغايرو الهوية الجنسانية أو حاملو صفات الجنسين، والمهاجرات واللاجئات، ونساء الشعوب الأصلية والأقليات العرقية. أو النساء والفتيات المصابات بفيروس نقص المناعة البشرية والإعاقات، والمتأثرات بالأزمات الإنسانية.

.لا يزال العنف ضد المرأة يشكل حاجزا في سبيل تحقيق المساواة والتنمية والسلام، وكذلك استيفاء الحقوق الإنسانية للمرأة والفتاة. وعلى وجه الإجمال، لا يمكن تحقيق وعد أهداف التنمية المستدامة– لن نخلف أحدا ورائنا – دون وضع حد للعنف ضد النساء والفتيات.

admin

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *