مصطلح المورو Moro في الكتابات الاسبانية
علال بنور
في محاولة لصد وتتبع مصطلح المورو بين رأي الشارع الاسباني والكتابات التاريخية، تبين لنا بعض من الاختلاف الجزئي، لذلك سنقف عند معنى المورو من حيث الانتماء العرقي والعقائدي والجغرافي في الكتابات الاسبانية، محاولة منا للفهم.
تؤكد بعض الدراسات التاريخية الاسبانية، ان الموريون Moros، هم سكان شمال إفريقيا، وتحديدا سكان المنطقة الغربية من شمال إفريقيا، وعليهم أُطلق هذا المصطلح في الكتابات التاريخية الاسبانية قبل مجيئ العرب المسلمين الى الاندلس. غير أن معرفتنا تبقى محدودة، لذلك نتساءل هل المؤرخ الاسباني يقصد باسم المورو مملكة الموري الامازيغية، التي برزت كقوة منذ القرن 5 م عند ضعف موريطانيا القيصرية الرومانية، بشمال افريقيا ام مصطلح المورو له معنى اخر؟
يبدو، أن المصطلح سيتغير فيما بعد عبر الزمان، مع الوجود العربي الإسلامي بالأندلس. لذلك اهتم المؤرخون الإسبان بهذا المصطلح، فأعطوه بعدا دينيا وعرقيا، وزادوا من مجاله الجغرافي الممتد بين جنوب اسبانيا أي الاندلس وشمال افريقيا، مع وصول العرب المسلمين الى اسبانيا ليشمل جميع المسلمين بما فيهم الاسبان الذين دخلوا للإسلام. وفي فترة لاحقة مع مؤرخين جدد وظف مصطلح المورو بشكل متقلص ليقتصر على المغاربة عرقيا بدون التوصيف الديني او العربي، اقتصر المصطلح في المجال العرقي /الجغرافي في جبال الريف، خصوصا بعد حرب تطوان بين المغرب وإسبانيا بين عامي 1859 1860م. وهناك من الدارسين من يميزون في ترجمة مورو من الإسبانية إلى العربية حسب السياقات منها:
في الكتابات التاريخية، ما قبل دخول العرب المسلمين الى الاندلس الى جوازهم مضيق جبل طارق، ابتداء من سنة 711 م كما ورد مصطلح المورو في بعض كتب التاريخ، يشير الى سكان شمال افريقيا الامازيغ قبل مجيء القبائل العربية الى شمال افريقيا.
اما في الكتابات التاريخية التي تناولت موضوع المسلمين منذ انتشار الإسلام في إسبانيا ، في بداية القرن 8 م مع دخولهم الأندلس الى حدود سنة 1859 م مع حرب تطوان ، بين سكان المنطقة والاسبان ، لم يستقر رأي المؤرخين الإسبان عند مصطلح / اسم المورو، بل أعطوا أسماء أخرى للعرب المسلمين ، الذين نشروا الإسلام بإسبانيا، منها السراسيين و الكلدانيين، و ألقاب أخرى مبهمة ، الى أن استقر رأيهم على اسم الموريين Moros ، الذي كان اسما لصيقا بالأمازيغ قبل مجيء الاسلام الى شمال افريقيا ،مع الفتوحات الإسلامية العربية، وهكذا سحبوا هذا التعريف على جميع من يعتنق الإسلام دينا من امازيغ وعرب واسبانيين دخلوا الإسلام طواعية.
هكذا، أصبح مصطلح مورو في كتب التاريخ الإسبانية يعني مسلم. وأقوى دليل على ذلك، أن الإسبان لما فتحوا في القرن 16م جزر جنوب شرق آسيا كالفلبين، أطلقوا على سكانها المسلمين، لقب موروس، ليس لأنهم مغاربة أو من شمال إفريقيا، وإنما لأنهم مسلمون.
منذ هزيمة الاسبان امام سكان المجال المطل عل البحر المتوسط الغربي، في معركة تطوان ما بين 1859 و1860، كانت بداية نهاية الإمبراطورية الإسبانية، فبتراجع أطرافها من جنوب اسيا وغربها وجنوب أمريكا، وبحكم القرب الجغرافي من المغرب الأقصى والعلاقات التجارية والديبلوماسية والأدبية وحتى النزاعات السياسية والتاريخية المتولدة عن ذلك، اختزلت علاقات اسبانيا بالعالم العربي الإسلامي في المغرب. فكان الإنتاج التاريخي والأدبي والسياسي لفترة ما بعد حرب تطوان، يذكر مصطلح المورو، ويقصد بهم المغاربة فقط. فعندما نعود الى الأدب الإسباني، في الفترة التي استعمر فيها الاسبان المدن المغربية الشمالية، والكتابات التاريخية التي تتحدث عن مشاركة المغاربة الى جانب الجنرال فرنكو في الحرب الاهلية، نجد مصطلح مورو يتكرر باستمرار في الكتابات الأدبية والدراسات التاريخية والجغرافية، وكتب الرحلات وتقارير الجواسيس، يقصد به المغاربة ولم يعد يعني المسلمين او شمال افريقيا.