لكل جبار عنيد ..
د. سعيد ألعنزي تاشفين
نكتب، ونقتبس، وننتقي ونختار، على قاعدة التنوير؛ فكن وليا لهذا الحرف العميق ..
عندما هبط » نيل أرمسترونغ » أول وأشهر رائد فضاء أمريكي على سطح القمر كتب في مذكراته ما يلي :
أنا إنسان واقعي ولست شخصية حساسة :
+ فعندما تركت منزل والدي لم أبكِ ..
+ عندما ماتت قطتي المدلّلة لم أبكِ ..
+ عندما توفى والدي لم أبكِ ..
+ عندما وجدت عملاً في وكالة ناسا الفضائية لم أبكِ..
عندما وضعت رجلي على القمر لأول مرة لم أبكِ ..
+ ولكن حينما نظرت من هناك في الفضاء الأعلى إلى الكرة الأرضية، خنقني الحزن والغم ثم أجهشت بالبكاء، وترددت في تعليق العلم الأمريكي الذي كنت أحمله ؛ و غرسه على وجه القمر
أتعرفون السبب !!
حينما نظرت للأرض، من تلك الفاصلة الصغيرة، وأنا على وجه القمر، رأيتها كرة زرقاء كنقطة حقيرة بلا لون بلا حدود بلا قوميات بلا جنسيات.. بكيت كثيرا، وقلت في نفسي على ماذا نتحارب نحن البشر و نقضي على بعضنا البعض؟
وضعت أصبع الإبهام أمام الأرض ورأيت أنه غطى عليها بالكامل .. كنت أبكي بحرقة على كل هذا الجهل والعمى والتعصب الذي غرقنا فيه !!
صديقتي، صديقي ما أتفه الدنيا، وما أقصر الأيام، وإياك أن تضيعها في الخصام ضد المتربصين والنكد ضد المتربصين . لقد وُجدت لتكون نور لمن حولك، وبركة لكل من يعرفك ، لنشر رسالة الحب والسلام ..
وهذه رسالة لكل جبار عنيد، ولكل متربص بالشرفاء، ولكل مغرور متعجرف فخور، ولكل مختلس للمال العام، ولكل أفّاك أثيم، ولكل مسيء للحرمات، ولكل مستهدِف للأعراض، ولكل متآمر متربص متلصص عنيد، ولكل من يظن تهورا وطيشا وعنجهية ومرحا أنه خالد فيها، وعليه أذكٍّر :
» قل أفمن يمشي مكبًّا على وجهه أهدى أمّن يمشي سويا على صراط مستقيم » .
و لأن الغرور يعمي البصيرة و يحرض الأحقاد، أهمس ف الأذان؛ المغاربة زمان قالوا » الجهد اقتل مولاه « ، والحق يقول :
» وضرب لنا مثلا و نسي خلقه قال من يحيي العظام و هي رميم «
صدق الله العظيم ، و العاقبة للمتقين ..
