الوجه الصاعد للمغرب وقدراته التنافسية بين الدول الناشئة

الوجه الصاعد للمغرب وقدراته التنافسية بين الدول الناشئة
شارك

الدكتور سيف الدين شاىق

 

المملكة المغربية في المركز 20

 

خسر المغرب ثلاثة مراكز في تصنيف أجيليتي للأسواق الناشئة لعام 2022. مع مجموع نقاط 5.04، يحتل المغرب المرتبة العشرين في الإصدار الثالث عشر من مؤشر الخدمات اللوجستية للأسواق الناشئة )أجيليتي(.

 هذا التصنيف  الجديد، الذي يتم إجراؤه سنويًا من قبل أجيليتي، المزود الرائد لخدمات سلسلة التوريد، يقيِّم القدرة التنافسية الشاملة، ونقاط القوة اللوجيستية، ومناخ الأعمال، ولأول مرة، الاستعداد الرقمي لـ 50 دولة ناشئة في العالم.

وللتوضيح، يعتبر أجيليتي للوجستيات الأسواق الناشئة لعام 2022 هو الترتيب السنوي الثالث عشر للشركة لأفضل 50 سوقًا ناشئة في العالم.  حيث يصنف المؤشر البلدان على أساس تنافسيتها الإجمالية بناءً على نقاط القوة اللوجيستية ومناخ الأعمال، وللمرة الأولى ، استعدادها الرقمي للعوامل التي تجعلها جذابة لمقدمي الخدمات اللوجستية ووكلاء الشحن وشركات النقل الجوي والبحري والموزعين والمستثمرين.  كما يتضمن المؤشر مسحًا شمل 756 متخصصًا في صناعة سلاسل التوريد.

في هذا الترتيب، الذي تهيمن عليه الصين والهند، تمكن المغرب من الصعود إلى المرتبة الأولى بين الدول الناشئة في إفريقيا.  على المستوى القاري، وقد تقدمت المملكة على مصر (المرتبة 21 بنتيجة 5.01) وجنوب إفريقيا (المرتبة 24 بنتيجة 4.91) وكينيا (المرتبة 28) وتونس (المرتبة 36) والجزائر (المرتبة 37).  في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (MENA)، ويحتل المغرب المرتبة التاسعة ، خلف الإمارات العربية المتحدة (الثالثة عالمياً) والمملكة العربية السعودية (6) وقطر (7).

 تحليل هيكلة هذا المؤشر تدل على احتلال المغرب موقعًا جيدًا بشكل خاص في فئة « أساسيات الأعمال » (المرتبة التاسعة عالمياً في هذه الفئة بنتيجة 6.81)، والتي تقيس مدى انفتاح وقوة وعدالة مناخ الأعمال، من خلال معايير مثل البيئة التنظيمية، وإطار تطبيق العقود، ومستوى التضخم، وإمكانية الوصول إلى السوق أو حتى الاستقرار الداخلي.

  ومن ناحية أخرى ، في فئة « الجاهزية الرقمية »، والتي تقيس إمكانات بلد ناشئ في أن يصبح سوقًا للمهارات يركز على الاقتصاد الرقمي الموجه نحو الابتكار، ويحتل المغرب المرتبة 36 فقط على مستوى العالم، بنتيجة 4.34.

تأتي نسخة 2022 من مؤشر أجيليتي للأسواق الناشئة في وقت لا تزال فيه التجارة العالمية معطلة بسبب وباء كوفيد -19، والذي كان له تأثير في جعل التجارة « أكثر تكلفة وأكثر تعقيدًا وأبطأ » كما قال جون مانرز بيل ، العضو المنتدب لشركة ransport Intelligence ، وهي شركة أبحاث وتحليل في صناعة الخدمات اللوجستية ساعدت في بناء المؤشر. وأضاف: « مدى سرعة تعافي الأسواق الناشئة من أزمة العامين الماضيين يعتمد بشكل كبير على مدى سرعة طرح اللقاح، لا سيما من منظور التماسك الاجتماعي والاقتصادي والسياسي ».

ويقول مؤلفو التقرير أيضًا: « على المدى الطويل، لن يتم تقاسم فوائد العولمة مع الأسواق الناشئة إلا إذا أمكن جعل سلاسل التوريد أكثر مرونة في مواجهة الأزمات المستقبلية ».   تذكر أن أجيليتي هي شركة عالمية في سلسلة التوريد، رائدة ومستثمر في التكنولوجيا لتحسين كفاءة سلسلة التوريد والاستدامة.  كما أنها رائدة في الأسواق الناشئة وواحدة من أكبر مالكي ومطوري المستودعات والصناعات الخفيفة في الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا.

يعتبر هذا الترتيب إنجازا معنويا للرؤية الاقتصادية طويلة المدى، وتمثيلا عادلا يصف المملكة  في مراكز متقدمة بين الدول التي تحاول اللحاق بركب الدول المتطورة والقوية اقتصاديا، وتضرب بعرض الحائط جهالات الدول التي تكن العداء لدولة حكيمة وذات منهج محدد كالمملكة المغربية.

admin

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *