الأزمة الروسية الأوكرانية والتضليل الإعلامي الغربي عبد العزيز شبراط

الأزمة الروسية الأوكرانية والتضليل الإعلامي الغربي  عبد العزيز شبراط
شارك

عبد العزيز شبراط

azizchebrat@gmail.com

تحدثنا في ثلاث مقالات سابقة عن الأخبار المضللة ومن يقف ورائها، وأشرنا الى العديد من الادوات، التي استعملت في ذلك بدءا من منصات التواصل الاجتماعي، وعلى رأسها شركة ميتا وغوغل وما يتبعها من وسائل تواصل اجتماعية مثل يوتيوب، وفي هذه المساحة سنتحدث على تضليل أخر، يبدو وكأنه حيادي كما يزعم، ولكنه في حقيقة الامر هو فقط مبطن بالتحليل السياسي، يقف وراءه ما يسمون أنفسهم خبراء، وقبل هؤلاء لا بد أن نشير أولا، الى الاعلام الرسمي الامريكي والاوروبي وكيف يتعامل مع هذه الأزمة، على المستوى الامريكي فهو يتوجه في جميع أحاديثه عن هذه الأزمة، الى بوتين ويتعمد عدم  ذكر روسيا الدولة، وهو بذلك يسعى إلى شيطنة الرئيس بوتين حتى يبدو أنه ديكتاتور، يتحكم وحده في روسيا، وكأن جميع عناصر روسيا هم مجرد دمى يحركها هو كما يشاء، وللتاريخ فهذا المنطق اعتمده الاعلام الامريكي عندما قرر اجتياح العراق،  (وغيره من المواقع ) حيث ركز كل خطاباته على صدام حسين وجعله في  نظر مجموعة من الشعوب أنه طاغية وديكتاتور ويملك قوة نووية وسلاح دمار شامل، غير أن الأمر تبين فيما بعد أن كل ذلك كان مجرد كذب في كذب، غاب عن الاعلام الامريكي أن الشعب الروسي هو شعب قومي، وسبق و قدم في الحرب على النازية عشرين مليون شهيد،  ولا يمكنه أن ينسى ذلك، وبالتالي هدف الاعلام الامريكي من هذا الخطاب هو حشد الشعب الروسي الى الخروج للشارع من أجل التظاهر، وهو ما لم يحدث.

أما الاعلام الأوروبي فلم يجد من مخرج سوى السير على نفس خط الاعلام الامريكي، وجند العديد من قنواته لجعل روسيا وكأنها سقطت في مستنقع أو في فخ نصبته لها امريكا، الى حد القيام بفبركة أخبار مدعومة بفيديوهات مزيفة، مثل  أحد الفيديوهات الذي انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي وتبين فيما بعد كما كشفت عن ذلك قناة سكاي نيوز مؤخرا بأن الفيدوي المستعمل يعود الى انفجار ميناء بيروت وادعت زيفا تلك القنوات  أنه قصف روسي على اوكرانيا، وكما أشارت نفس القناة الى فيديو أخر يظهر فيه جندي روسي ساخط وقطع جواز سفره، وتبين فيما بعد أنه جندي أوكراني، و تؤكد مجموعة من الهيئات التي تقوم بتتبع هذه الاخبار المزيفة وصل عددها الى الآلاف!

أما من يسمون أنفسهم خبراء فيحاولون من جعل الجيش الروسي وكأن فقد فاعليته، أو تجاوزه العصر وكواك من أشار إلى عدم فعالية سلاحه بتصوير قنابل لم تنفجر تبين كذلك فيما بعد أن تلك الصور مفبركة، بل هناك من أشار أن الجنود الروس وقع فيهم انشقاق، و منهم زعم أن قائد الجيش على أهبة الانشقاق، بينما الحقيقة ليست كذلك، روسيا منذ بداية هذه الأزمة أشارت إلى أن ما تقوم به هو عملية عسكرية خاصة ولها أهداف معينة، ولا نية لها في احتلال أوكرانيا، والرئيس بوتين صرح أكثر من مرة أن الشعب الروسي والشعب الأوكراني هو شعب واحد، وبالتالي فالجيش الروسي حريص كل الحرص أن لا يستهدف المدنيين، وأكدت روسيا في العديد من المرات أن ما يزعم الغرب، كون روسيا تستهدف المستشفيات و المباني السكنية ليس صحيحا، وأن روسيا تعلم جيدا أن تلك المباني والمستشفيات تم  إخلائها  من قبل استعدادا للمقاومة واحتلها  النازيون  الجدد ( منظمة ازوف والقوميون المتطرفون) ولهذا فالجيش الروسي يقصفهم، أكدت روسيا مرارا على لسان وزير خارجيتها و القائد العسكري أن العملية العسكرية تسير وفق الخطة المرسومة، بينما هؤلاء الخبراء المزعومون يعلنون أن روسيا أخذت حيزا طويلا من الوقت، لاحتلال كييف، وقد سبق للرئيس بايدن أن زعم أن احتلال أوكرانيا سيحدث في 72 ساعة وهو تضليل يستهدف عجز الجيش الروسي، كما يستهدف من ذلك جعل زيلينسكي بطلا شجاعا وأن المقاومة الاوكرانية صامدة وستبقى تدافع عن أرضها الى أخر رجل كما صرح الرئيس الاوكراني نفسه، غير أن قبل الأمس لم يعد زيلينسك يتحدث هذا الكلام وبدأ يقترح حلولا تخالف ما سبق وصرح، أنه مستعد للجلوس مع بوتين والتحاور معه، كما أن الوفد الأوكراني المفاوض بدأ يقترح نماذج لدول حيادية  مثل النامسة.

  ليعلم الجميع أن روسيا ذكية جدا ولا تريد أن تنجر إلى حرب المدن، لأنها تدرك جيدا أن هذا لن يكون سوى مستنقع لن تخرج منه، هي تعمل على محاصرة المدن الاستراتيجية والتنسيق مع سلطاتها، كما فعلت مع المنصات النووية حيث سيطرت عليها تراقبها فقط، وما زال الموظفون الأوكرانييون يشتغلون كما السابق دون تغيير.

روسيا لن تدخل حرب المدن  وهدفها الأساس، هو إسقاط الحكومة الاوكرانية، والكل يعلم أنه إذا سقطت الحكومة اختفت كل مواقع المقاومة، ونلاحظ جميعا كما كل المتتبعين أن المفاوضات جارية ومتعددة على مجموعة من الواجهات وتتقدم، ومعلوم أيضا أن مثل هذه الامور لا تحل بين يوم وليلة.

admin

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *