تنشيط المدينة في رمضان: سؤال النجاعة و المردودية

تنشيط المدينة في رمضان: سؤال النجاعة و المردودية
شارك

بقلم سدي علي ماء العينين

يشكل شهر رمضان محطة هامة لإبراز دور المجتمع المدني في تنشيط الحياة الثقافية والرياضية والاجتماعية بالمدينة، فالجمعيات الرياضية تعمل على تنظيم الدوريات الرمضانية تحت إشراف  الجماعة و تخصص لها جوائز للفرق الفائزة ، رغم ان ذلك لم يكن كافيا لتوفير دوريات مجانية لشباب الأحياء الشعبية الملزمون بتسديد اشتراكات للجهات المنظمة .والتي عرفت ارتفاعا مثلها مثل باقي جوانب الحياة في رمضان !!

في الجانب الاجتماعي يمكن تسجيل التراجع الحاصل في المبادرات الاجتماعية بمناسبة شهر رمضان مقارنة مع السنة الماضية التي صادفت تنظيم بلادنا للاستحقاقات الانتخابية ، ويرجع بعض المنتسبين للقطاع سبب هذا التراجع لعدم   توصل الجمعيات بالمنح لسنتين متتاليتين. فيما الجمعيات التي دأبت على تنظيم خيام الافطار لسنوات حافظت على عادتها رغم غياب دعم الجماعة بالاعتماد على دعم جهات أخرى.

على المستوى الثقافي واصل مجلس الجماعة وضع برنامجه الرمضاني باشراك فرق فلكلورية أو احتضان فرق مسرحية ، وشراكة مع بعض الجمعيات المحدودة . واذا علمنا أن عدد الجمعيات الممنوحة من طرف المجلس تصل إلى مائة وستة وعشرون جمعية ثقافية بغلاف مالي يصل إلى مليوني درهم ،  يطرح النقاش حول المردودية ومجالات صرف هذه المنح . بسبب الغياب الكلي لهذه الجمعيات في  التنشيط الرمضاني.

الاحزاب السياسية التي كانت تجد في ليالي رمضان مناسبة لتنظيم نقاشات عمومية بفضاءات المدينة أو بمقراتها، اكتف قادتها هذه السنة بتأثيث الساحات العمومية المحتضنة لأنشطة المجلس، فيما مقراتها مغلقة ومبادراتها معدومة باستثناء مبادرة حزب واحد أعلن عن ندوة عمومية.

ونحن على أبواب منتصف شهر رمضان يبدو أن غالبية المؤسسات المعنية بالشأن الثقافي والاجتماعي أعلنت  عن  غيابها عن الساحة،  كمندوبية الثقافة و الشباب و التعليم والرياضة ….

كما غابت مؤسسات منتخبة عن المشهد التنشيطي للمدينة باستثناء جماعة اكادير كما سلف الذكر.

و بالمقارنة مع حجم الاعتمادات المخصصة لجمعيات المجتمع المدني من الجهة والمجلس الاقليمي و جماعة اكادير يطرح السؤال حول المردودية و النجاعة في تنشيط المدينة وأثر هذا الدعم على الساكنة.

وبالعودة إلى الانشطة الثقافية المعلنة في برنامج جماعة اكادير فيمكن تسجيل هيمنة هاجس الفرجة على حساب النقاش العمومي ،

إن الفعل الثقافي لا يمكن اختزاله في الفرجة، والحال أن المشهد في حاجة إلى ندوات ومحاضرات و قراءات في إصدارات و أمسيات شعرية … والى غير ذلك من أشكال وتعابير الفعل الثقافي.

كما أن الفعل  الاجتماعي لا يمكن حصره في موارد الإفطار وقفف  المساعدات، حيث كان من الممكن جعل ليالي رمضان مناسبة لتكريس مقاربات جديدة تستهدف مختلف الفئات الاجتماعية عبر احتضان انشطة مرتبطة بالصحة الرمضانية والارشاد الديني و التنمية الذاتية و محاضرات تقارب القضايا الاجتماعية التي تعرفها المدينة.

كما أن الاحزاب السياسية سواء المتواجدة بالمجلس أغلبية أو معارضة أو تلك المتواجدة خارجه رغم  قلتها كان من الممكن أن تجعل من ليالي رمضان مناسبة لفتح النقاش حول قضايا تهم الوطن عامة وساكنة المدينة خاصة ، لكن يبدو أن مقراتها لا تفتح الا في الحملات الانتخابية ،

مؤسسات اعلامية أيضا غابت عن المشهد الإعلامي وهي التي كانت في السنوات الماضية تنظم موائد مستديرة حول مختلف القضايا وفي مقدمتها موضوع  التنمية و الفعل الصحفي والاعلامي.

في المحصلة لا يمكن إلا  الاشادة بالمبادرة التي قامت بها مصلحة الشؤون الثقافية ، و التي حركت المياه الراكدة في الساحات العمومية و بعض القاعات،   نفس الامر بالنسبة لمصلحتي الرياضة والشؤون الاجتماعية ، لكن سقف الطموحات يبقى عاليا على ما هو موجود، و هو سقف لا يعني مجلس الجماعة لوحده ولكن كل الشركاء و المتدخلين في عملية التنشيط بالمدينة.

وهذا يحيلنا مجددا على موضوع الدعم العمومي واشكاله وسبل صرفه، وضرورة تغيير المقاربة بالاعتماد على دفاتر تحملات وفق خطة عمل سنوية تغطي كل شهور السنة ببرامج متواصلة بدل الموسمية ، وبدل الدعم المحكوم بخلفيات سياسية أو توازنات حزبية داخل المجالس.

فهل تعتبرون؟

admin

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *