قضية الشرطي المتهم في وفاة شاب بالدار البيضاء
كشفت وسائل التواصل الاجتماعي بالفيديو، فتبعتها الجرائد الالكترونية والورقية في التعبير عن هذه الواقعة، منها من انصاع وراء العاطفة بعيدا عن حكمة العقل، ومنهم من طرح السؤال حول تبيان الحقيقة.
لا شك ان دور الامن كدور اسرة التعليم في تربية وحماية المواطن، مثل ما وقع لأستاذ ترودانت، الذي اتهم بتعنيف تلميذة فتم اعتقاله، لكن بعد التحري أطلق سراحه بعد مدة من الاعتقال، لم ترحمه وسائل الاعلام والمجتمع المدني في اغلبيتها وجهت أصبع الاتهام للأستاذ، فتبين ان القضية فيها حسابات شخصية.
نفس المصير تقريبا، تعرض له الشرطي، فمن خلال الفيديو الذي نشر عبر سوشيال ميديا ظهر عنف المواطنين، وبشكل هستري في محاصرة سيارة الامن، التي كان فيها الشرطي المتهم، كما ظهر شاهد لا ندري هل شهادته زورا ام حقيقة، يوجه تهمة الى الشرطي، باعتباره ركل العجلة النارية التي كان يمتطيها الشبان. كما ظهرت سيدة بلغة سوقية توجه تهمة الجرم في حق الشرطي بدون مبرر شرعي. هذه السيدة بأسلوبها القبيح، تمثل فئة من المجتمع الحاقدة على الدولة ومن خلالها الشرطي.
كان الشرطي يقوم بدوره الذي يمليه عليه القانون وضميره المهني، مر من امامه ثلاث شبان على عجلة نارية، بدون حمل الخوذة وبسرعة جنونية امرهم بالتوقف، ولم يمتثل سائق العجلة، فتبعهم محاولا اقافهم، فسقطوا بفعل الخوف في بالوعة بدون غطاء، فكانت النتيجة الوفاة الفورية للسائق وجروح أصيبت بها الشابتان.
مع حضور سيارة الامن، حاصرها التلاميذ بأساليب غير تربوية كما تبين من خلال الفيديو، ومن هنا نطرح السؤال.
لماذا فورا تم اعتقال الشرطي الذي لم يقم سوى بواجبه الذي يمليه عليه القانون والضمير المهني؟ عند اعتقال الشرطي هل فكرت إدارة الامن في الظروف العائلية لهذا الشرطي، الذي اشتغل في صفوف الامن الوطني لمدة عشرون سنة، متزوج وله طفلان؟ هل تم التفكير في الظروف الاجتماعية لأسرته، وهو ظرف تزامن مع » لعواشر » بمناسبة عيد الفطر وما يحتاجه الأبناء من فرحة العيد بملابس جديدة؟ فلم يبق أي طعم للزوجة والابناء، الا اخلاء البيت خوفا من أي انتقام من اسرة الهالك. هل فكرت المصالح الاجتماعية لمديرية الامن الوطني في مؤازرة الأبناء وامهم لتقديم الدعم النفسي والاجتماعي؟ كيف ستكون نفسية طفلي الشرطي بين زملائهم في المدرسة؟
اكيد أن المسؤولية، تتحملها الجماعة الترابية التي اهملت البالوعة بدون غطاء، كما يتحمل المسؤولية الاسرة التي لم تعرف كيف تساهم مع المدرسة في تربية الأبناء.
ولم يفتنا الا الترحم على التلميذ الفقيد، مع صادق العزاء لأسرته انه القضاء والقدر.