كي لا ننسى 16 ماي وعنفها الأعمى، ما الذي يجب؟

كي لا ننسى 16 ماي وعنفها الأعمى، ما الذي يجب؟
شارك

فؤاد الجعيدي

تحل اليوم ذكرى 16 ماي، يوم أن استفاقت العاصمة الاقتصادية لبلادنا مدينة الدار البيضاء، على تفجيرات إرهابية خلفت خسائر مادية  وجسيمة في أرواح أبرياء، وجاءت لتدق ناقوس الخطر على أننا لسنا بمنأى عن من يتربص بوطننا ويريد أن يغرقه في بحر من الدماء.

تكررت المحاولات وتصدت لها اليقظة الأمنية، وفي كل مرة نفاجأ بخلايا يتم تفكيكها في المهد وفي أكثر من مدينة من ربوع المملكة.

وفي كل المرات نجد أشخاصا، ومن فئات عمرية شابة وأوضاع فقيرة، قد آمنوا بالعنف، وأعدوا العدة لضرب المرافق الحيوية أو التخطيط لاغتيالات، وقد تشبعوا بأفكار تبيح توظيف شريعة على هواهم، وهوى آمريهم من شيوخ باعوا أنفسهم لشياطين صنعتها ايديولوجيات باسم الدين، ومخالفة لتعاليمه السمحة في جوهرها ومعتقداتها.. وهي مذاهب تم توريدها من الشرق ومن مناطق أخرى شكلت على مدى سنوات حاضنة لهذه القوى الشريرة والمعادية للحياة..

السؤال المشروع والمطروح اليوم، هل أمنا شبابنا نساء ورجالا، عن هذا المكر والتطرف؟ هل انشغالنا بإعادة ترتيب أفكار مواطنينا، ضد هذه الدعوات العدوانية؟ هل أعدنا لقيم التسامح والتعايش مكانتها في السلوكات اليومية للناس؟

يكفي فقط أن نتأمل ودون عناء ما يجري في مواقع التواصل الاجتماعي من رود للأفعال، والانفعالات ومن مختلف الأعمار، لندرك حقيقة مصائبنا في الأفكار التي عششت في العقول، والتبريرات التي تعطى لها.

السؤال المطروح. لما نتقاعس في مواجهة كل هذا؟ ولماذا لا نخوض المعارك المطلوبة ومن كل المواقع لاستراد القيم الحقيقة في التعايش؟ ولنعلم الناس ما ينبغي أن تكون عليه السلوكات البشرية، من قبول بالآخرين، وأن لا نتوجه في علاقاتنا اليومية بالعنف كلما وقع الاختلاف وتباين التقدير لمعطى ما؟

من المسؤول عن هذا الرفض الذي يتمدد ويتسع مداه بيننا، لنصير فرقا وشيعا ونخوض حروبا طاحنة ضد بعضنا البعض؟

كانت أحياء الدار البيضاء، تقدم نماذج لا تنسى على التعايش بين الطوائف الدينية، وفيها يتم احترام المعتقدات، ونسيجها الاجتماعي ينهض من أسس قيم التضامن والتكافل بين الأسر والجيران، ويشاركون بعضهم البعض الأفراح والأقراح والمسرات والأحزان، لكن هذا العمق لم ينمح بل لا زالت له آثار دالة عليه، حيث أن هذه المدينة ظلت تؤمن العيش للوافدين عليها من جنسيات متعددة، ونخص بالذكر من يأتون من العمق الإفريقي، ولا يعانون من أي عداء أو فصل عنصري.

لقد حان الوقت أن نناضل جميعا من أجل استراد الوجه الحقيقي لقيم شعبنا في التسامح وأن نعلن وفي واضحة النهار على أننا لسنا مستعدون بالسماح لمن يحمل أفكارا عن تكفير الناس وتخوينهم أن يكون له مكان بيننا.

admin

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *