دروس من النبل الرياضي
عبد الإله ركمي
اليوم لسبب لا يعلمه إلا الله، توقف قلب كريستينسن اريكسون مهاجم الدانمارك على أرضية الملعب، تخيل أنك تنظر من أعلى برأسك على ذلك الملعب ..ستجد أن لاعب فنلندا المنافس أوقف اللعب مباشرة لأنه شك لوهلة أن منافسه ليس على ما يرام ..
لاعب الدانمارك الذي لا علاقة له بالطب، وضعه على جنبه بعد أن فقد الوعي كي لا يبلع لسانه أو يختنق بسوائله إن كان قد تقيأ ..
فى نفس اللحظة يندفع الفريق الطبي الدنماركي، يليه الفنلندي لتقديم الدعم و من الجهة المقابلة يظهر فريق الإسعاف الطبي راكضا ..كل هذا فى ثوان، ثم بعدها صاعق كهربي وانعاش قلب وحقن مواد منشطة للقلب كل هذا على أرض ملعب ..الصاعق يعمل لأنه جرت صيانته و التأكد من كفاءته مرتين و ليس مرة واحدة ..
الطبيب منتبه لأنه يعمل فى وظيفة واحدة ويتقاضى ما يستحق وليس مشغولا بالركض بين المستشفيات ليوفر ما يقيم وأد الحياة ..
اللاعبون يحيطون بصديقهم، فى دائرة ليخفوه عن الكاميرات وليحافظوا على خصوصيته حتى والموت أقرب إليه من حبل الوريد .. والفريق الفنلندي المنافس يقف بعيدا، ويشكلون ممرا شرفيا يصفقون فيه لخصومهم عند استئناف المباراة ليمنحوهم الدعم والاحترام.. والأهم الإنسانية..الناس فى المدرجات، يشعرون بحزن وترقب .. لأنهم بشر .. حقيقيون والموت عندهم حدث جلل ..لا يموتون فى حوادث محترقين.. أو مقلوبين.. التعليم جعل الناس أكثر رقيا ..جعلهم أناس حقيقيون ..هذا ما يفعله التعليم فى الناس الأمم ..التعليم والصحة..
غير ذلك حرث البحر أولى و أنفع..