الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري تدعو إلى إطلاق مبادرات هادفة وإجراءات مستدامة في مجال التربية على الإعلام والتواصل لفائدة الكبار
أكدت السيدة لطيفة أخرباش، رئيسة الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري، أنه » يتعين إيلاء عناية كبيرة لكل المجالات التي لها علاقة بالولوج إلى المعرفة بمعناها الواسع؛ إذ جراء الثورة التكنولوجية والتحول الرقمي المتعدد التمظهرات والعميق الآثار الذي عرفته منظومة الإعلام والتواصل، لم يعد اكتساب المعرفة والتعلم والتكوين يمر حصرا عبر مسالك التمدرس الأساسي والدراسات الجامعية. كما أن رقمنة وعولمة التواصل بعثت أنواعا جديدة من المعرفة، وخلقت فضاءات غير مسبوقة للتفاعل الإنساني والتعايش البشري والرباط المجتمعي « . جاء ذلك خلال مداخلتها باللقاء التحضيري للمؤتمر الدولي السابع لتعلُّم الكبار المنظم بشفشاون يوم 6 يونيو 2022.
كما أبرزت السيدة أخرباش أنه « على غرار كل المجتمعات الأخرى، يعرف المجتمع المغربي جراء رقمنة وعولمة الإعلام والتواصل تحولات عميقة وجلية ومتعددة المستويات: مستوى الرباط الاجتماعي، مستوى اكتساب المعرفة، مستوى القيم الثقافية، مستوى العلاقات البشرية، مستوى مسارات الانخراط والالتزام الاجتماعي والإيديولوجي…. « .
انطلاقا من هذا المعطى، اعتبرت رئيسة الهيأة العليا أنه « من أجل تعميق وعينا المشترك بالرهانات الديموقراطية والاجتماعية والثقافية لعولمة ورقمنة الإعلام والتواصل، هناك حاجة ماسة إلى تطوير جملة من المعارف وعلى رأسها التربية على الإعلام أو الدراية الإعلامية كمتطلب ديموقراطي وضرورة اجتماعية وثقافية، لا كمتطلب فئوي يهم الناشئة فقط ». وشددت بهذا الخصوص على أن الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري توصي بإطلاق مبادرات هادفة وإجراءات مستدامة في مجال التربية على الإعلام والتواصل لفائدة الكبار.
واعتبرت رئيسة الهيأة العليا أن « في عالم اليوم، هناك حقيقة ثابتة: لا يمكن للديموقراطية أن تشتغل بطريقة سليمة بدون مواطنين مطلعين وعلى بينة. ولا يمكن تحقيق نفاذية المشاركة في الحياة المدنية، دون أفراد لهم القدرة والوسائل للولوج إلى الخبر والتحصن ضد مخاطر التضليل الإعلامي الذي أضحى خلال السنوات الأخيرة بمثابة جائحة مستجدة تقوض النقاش العمومي وتعيق الانسجام الاجتماعي وتهدد العيش المشترك ».
وفي ختام مداخلتها، أكدت السيدة أخرباش أن » التحدي اليوم وغدا ليس هو اللحاق بركب الزمن الرقمي، فحسب، بل أساسا تملك المعرفة التواصلية والرقمية والتمكن من استثمارها وتطويعها لخدمة الصالح العام الإنساني ».
نظم هذا اللقاء من طرف اليونسكو ومؤسسات حكومية، وفاعلين محليين بعمالة شفشاون والوكالة الوطنية لمحاربة الأمية، وذلك في إطار التحضير لاحتضان المغرب للمؤتمر الدولي السابع لتعلُّم الكبار الذي سينظم من 15 إلى 17 يونيو 2022 بمراكش تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله.