أمنيستي تنظم نقاش حول التعذيب والإعدام في رواق مندوبية المقاومة وجيش التحرير
عرف رواق المندوبية السامية لقدماء المقاومين بالمعرض الدولي للكتاب تنظيم نقاش لمنظمة العفو الدولية « أمنستي » حول عقوبة الإعدام من خلال كتاب » عائد من المشرحة » للناشط الحقوقي محمد حو المحكوم عليه سابقا بالإعدام، وقد شكل هذا النشاط مفاجئة للعديد من المتتبعين، إذ أنه يأتي غداة إصدار الدولة المغربية لبيان يندد بتقارير المنظمة الدولية المنحازة لخصوم الوحدة الترابية، وضد اتهاماتها ضد الأجهزة الأمنية والسيادية للمغرب، ما حدا بالمغرب لرفع دعوة قضائية ضد المنظمة خلال وقت سابق.
وقد شكل احتضان مندوبية لكثيري للمقاومة والتحرير من خلال رواقها لنقاش حول عقوبة الإعدام وحول ظاهرة التعذيب الممارس بالسجون ما يمثل تماهيا مع خطاب المنظمة، كما أنه يشكل استخفافا وضربا لعرض الحائط للتوجهات الرسمية وعدم مراعاة أو وجود أدنى حس مسؤولية خاصة في مثل هذه الملفات الحساسة والسيادية.
فحسب العديد من المتتبعين فإن فتح مصطفى الكثيري أبواب مؤسسته لأمنيستي هو سقطة لا تغتفر بالنظر لمواقف هذه المنظمة من القضايا المصيرية للوطن ومؤسساته، كما أن ضعف برنامج المؤسسة خلال أطوار المعرض لا يبرر فتح أبوابها لتنظيم أنشطة دون وجود معايير وضوابط واضحة للحيلولة دون المس بثوابت ومقدسات البلاد.
هذا فقد أوردت مصادر عديدة أن مصطفى لكثيري أصبح يبحث عن أي شيء لملء برنامج أنشطة مؤسسته خلال المعرض، خاصة وأن هذه الأنشطة لم تكن مبرمجة مسبقا إلا بعد الانتباه انه برنامج ضعيف مقارنة مع الحضور الوازن للعديد من المؤسسات الأخرى، وهو ما حدا بالمندوب المذكور للاتصال بالعديد من الكتاب والباحثين والجمعيات لتوقيع أعمالها أو تقديم قراءات داخل الرواق على أمل تسويق أنشطة مؤسسته بعد سلسلة من الفضائح المثيرة للجدل والتي جرت عليه انتقادات حادة طرحت معها أسئلة حول الحصيلة والهدف أصلا من بقاء هذه المؤسسة وتزايد الأصوات إلغائها.
وقد أثار فتح المجال لأمنيستي وهي المنظمة التي دخلت في شنآن مع الدولة المغرب أكثر من علامة استفهام عن طريقة تدبير هذه المؤسسة والارتجالية والمعايير في ذلك، خاصة وأنها ليست المرة الأولى في مثل هذه السقطات، إذ سبق وأن أثارت ضجة وغضب جهات بسبب إصدارات أو أنشطة في المؤسسة، إحداها خلال أطوار المعرض نفسه حيث تم نشر كتاب يهاجم العديد من المؤسسات وتاريخ شخصيات وازنة بالبلد، وهي مذكرات لصديق لكثيري مولاي المهدي العلوي، فرغم أن لا علاقة لها بمجال المقاومة والتحرير وإنما فقط تم نشرها مجاملة للشخص وللحزب وطبع من المال عام لخدمة أهداف حزبية، وهذا الكتاب سبق وان كان موضوع شكاية من الاتحاد المغربي للشغل لرئاسة الحكومة ووزارة المالية ومطالبتهما بمراقبة ما يصدر عن هذه المؤسسة.
ولم تكن هذه الحالات الوحيدة إذ لمؤسسة لكثيري تاريخ عن حالات كادت أن تؤدي حتى لاحتقان ومواجهات، مثل كتاب » الصحراء أفول الشمولية » لصحفي الاسباني خوسي ماريا ليزونديا، حيث جر عليه غضبا وتنديدا من طرف قبائل صحراوية، ليتم سحبه بعد تدخل جهات عليا للحيلولة دون تطور الأمور لما لا تحمد عقباه في ملف حساس كهذا.
ليبقى السؤال إلى متى سيستمر مسلسل العشوائية والتخبط في إدارة هذه المؤسسة ذات الأفق والمستقبل المجهول؟؟؟؟