متى يُفتح الحوار؟

متى يُفتح الحوار؟
شارك

محمد خوخشاني

عضو المكتب الوطني للجمعية الوطنية لأمهات وآباء طلبة المغرب بأوكرانيا.

يقول المثل الفرنسي « من يريد أن يغرق كلبه يتهمه بداء السعر ». هذا ما يحدث للطلاب المغاربة الذين ، بسبب الحرب، عرَّضوا أنفسهم لانتقادات غير مقبولة من طرف زملائهم الطلاب الذين بقوا في المغرب لمواصلة تعليمهم العالي بالقرب من أسرهم. ما هو الذنب الذي ارتكبه الطلاب المغاربة بأوكرانيا حتى يختبئ منعدمي الضمير وراء الطلاب المسجلين في المغرب للتقليل من قيمة الشهادات التي يتم الحصول عليها في أوكرانيا والتقليل من الكفاءة التي يتوفر عليها طلابنا المغاربة الذين قوبلوا بالتجاهل واللامبالاة من طرف المسؤولين في بلدهم المغرب إضافة إلى  معاناتها النفسية من جراء الحرب والظروف جد صعبة التي مروا منها خلال مغادرتهم لأوكرانيا؟

ماذا نريد من هؤلاء الطلاب الذين لم يختاروا على الإطلاق المصير المؤسف الذي يطاردهم بعد الحرب في أوكرانيا؟ ما جرى لهم أقوى منهم وأقوى من أمهاتهم وآبائهم. أقوى من المؤسسات المغربية نفسها ، بمختلف قطاعاتها. بل أقوى من الجميع حسب ما عبر عنه الوزير في إحدى تصريحاته للصحافة على إثر الوقفة الاحتجاجية الناجحة بكل المقاييس ليوم الثلاثاء 28 يونيو 2022. وجد الجميع أنفسهم على الرغم منهم في مواجهة وضع غير مسبوق من حيث حجم الضحايا وقيمتهم الفكرية. ما الذي يمكن فعله للتغلب على هذه الأزمة التعليمية الطلابية التي تضر بأكثر من 7000 طالب اختاروا الدراسة في أوكرانيا ، بمختلف المستويات والتخصصات والتي تضر أيضا بأولياء أمورهم الذين يدعمونهم معنويًا وماديًا؟ من خلال اختيارهم لبلد الدراسة العليا عن وعي وتبصر بإجراء تعليمهم العالي في أوكرانيا ، فإن هؤلاء الطلاب وأولياء أمورهم يخففون من عبئ الميزانية على الدولة المغربية ، التي هي في حاجة ماسة وكبيرة لتأهيل الجامعة المغربية، لا سيما من حيث البنية التحتية واللوجستيك والموارد البشرية بمختلف أصنافها ، ناهيك عن احتياجات الأسلاك الأخرى من التعليم الأولي والابتدائي والإعداد والثانوي والتكوين المهني .

.اندلعت الحرب في أوكرانيا  يوم 24 فبراير  الشيئ الذي نتج عنه عودة حوالي 7000 طالب وطالبة إلى المغرب بهدف إعادة إدماجهم في معاهد ومؤسسات التعليم العالي المغربية، عمومية كانت أو خصوصية ، وفقا للتصريحات الصحفية التي أدلى بها وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار  يوم 4 مارس 2022. نظم أولياء الأمور والطلاب أنفسهم ، بعضهم في التنسيقية ، والبعض الآخر في الخلية والبعض الآخر في الجمعية الوطنية لأولياء أمهات وآباء طلبة المغرب بأوكرانيا. كم عدد رسائل طلب لقاء مع الوزارة الوصية ووزارة الشؤون الخارجية أرسلت عبثا ! كم عدد الاعتصامات التي تم تنظيمها بدون جدوى أمام مقر الوزارة المعنية

الطلاب وأولياء أمورهم على استعداد للحوار مع صانعي القرار من جميع القطاعات الحكومية ! لماذا ترفض حكومة أخنوش التشاور مع الطلاب وأولياء أمورهم؟ لا شك أنه إذا تم فتح الحوار، فإن الحلول الأكثر إثارة للاهتمام والأكثر جدوى من تلك التي اقترحتها الوزارة الوصية سيتم عرضها على المسؤولين وستسهم في إيجاد حلول مرضية لهذه الأزمة الطلابية التي دامت أكثر من اللازم وبهذا سيوضع حد لليأس الكبير الذي يطال الطلاب الذين أُجبروا على العودة إلى بلدهم الأصلي، المغرب بالنسبة للبعض ، وعلى الطلبة الذين فضلوا الهجرة إلى دول الاتحاد الأوروبي تخوفا من أن بلدهم غير راغب في حل مشاكلهم .

.

admin

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *