ابتسامة منسية ..
د. سعيد ألعنزي تاشفين
التجاعيد التي تسترخي على جبينك خِلسة عند الضّحى لا تربطها أي وشائج بالعمر، هي فِراسة الزمن عندما تزاحم خطوط المآل حين تُلملم أنينك كلما زاد وجع العابرات. القوارير بحذافير المتاح بين الرّمادي و البنفسجي في ريش الحمام على منوال طقوس الأراذل ها هنا ، تعبُر الأمنيات احتمالك بما توفَّر فيك من بصيص ضوء ، و القمر الذي يختبئ بين نهدين وبحّة صوت مزقّه التجلي ، اللّون الذي ينساب هادئا أعلى الخد قريبا من طقس الزيتون يرتسم شمسًا ساطعةً في خدود الأمّهات ، و تكالي المعابر كلها نحو الوجود تؤدّي التحية للدروب التي تقطع شهيقك إلى نصفين حيث تولد أهّات طويلة المدى ، و من يجلس أعلى الصّبح الفارغ إذا تنفّس من الضجيج يُحملق فيك ؛ ثم يغادر نحو الشّتات ، و أدناه الكثير من الأماني التي تجلب الماء من سلاف الحبيبات بين أرجل الشذرات العنيدات رغم هوس الهروب ؛ » ربّنا أخرجنا منها فإن عُدنا فإنّا ظالمون » .
الأتاي الذي ينضج في نار الاشتهاء من ما شاء له ذلك الحديث المنكه بالزنجبيل و الأشواق و المِلح يبوح بما لا تستطيعون عليه صبرَا ، و النيران التي تشتعل في أكثر من موقع تنذر بعام جديد على شرف الحقول في دروب الصيف الدامعة ، و هذه الحقول الماجنة بالظمأ الكبير ؛ بأعشابها الصامدة النحيفة ، تجلس القُرفصاء على الجداول كاشفةً أسفل فخذها للعصافير احتفاءً بالحُسن كما يحتفي حزني بالكمنجات و هي ترمي بنهودها العالية أسفل الأحشاء الكئيبات ، يُلوِّح الحنين للريح و هو يختبئ أسفل كفّ الآهات و يصدح كَفى لعلّنا نعيد التجاعيد إلى بداية العمر و ننسحب كلّنا عبر الابتسامة المنسية في كفك الزمن العابر بنا معًا كل التفاصيل بلا رأفة ؛ و ما ينبؤك مثل الذاكرة و تصدّعاتها ..
** الصورة حية تُرزق من واحة الله المُمانعة ضدّ زحف الإقطاع المستهدِف نِعم الله الزُّلال ؛ فبأيِّ آلاء ربكما تكذّبان، والأهالي يأكلون بعضهم، والثكالى ضحايا الوجد مرّتين ها هنا ، و الحروب المُفلسة تنمّ عن خبايا العار يتلظى؛ وللّه الأمر من قبلُ ومن بعدُ .