ايفران : تبذر أموالها في الهواء.
✍️:حدو شعيب.
صحيح أن أناسا من هذا الصنف لا يزعجون حكما لكنهم في المقابل لا يصنعون مجدا.
لقد كان المغنين والمغنيات والراقصين والرقصات موجودين حاضرين عبر التاريخ الإنساني وفي كل العصور لكنهم لم ينشئوا حضارة ولا نهضة ولم يرفعوا أمة ولم يبنوا جيلا ذكر بخير من قبل الأجيال التالية، بل كانوا دائماً مصدر تعطيل وتخدير للأمة وعندما يزدهرون فهذه علامة على سقوط هذه الأمة وانحطاطها.
لقد كان سقراط وافلاطون أرسطو هم من صنعوا الحضارة اليونانية وجعلوا لها اسما بين الأمم، وكان الفاربي وابن سينا والغزالي وابن رشد وابن خلدون هم من صنعوا الحضارة الإسلامية وجعلوا لنا وزنا بين الأمم، لقد كان فولتير وإيمانويل كانط وديكارت وجان جاك رسو من صنعوا النهضة في أوروبا ولم يكن أي منهم مغنيا ولا رقاصا بل كانوا فلاسفة.
نقول هذا الكلام ونحن نعيش أجواء مهرجان ايفران السيئ الذكر « ، فبينما الغلاء والمرض والبطالة والجهل والفقر يأكل في جسد الساكنة الأطلسية نجد أموال تنفق بسخاء على هذه الحفلات. إن هذا المهرجان واخواته سم زعاف يسقى للأمة المغربية فلا هو يزكي فضيلة ولا يحفظ جيبا.
صحيح أن أناس من هذا الصنف لا يزعجون حكما لكنهم في المقابل لا يصنعون مجدا.
إن مال أي أمة هو دم أي جسد وإن الساهرين على هذا المهرجان وأخواته يأخذون الدم من الأعضاء الفقيرة وهم الشعب ويعطونه للأعضاء الذين يملكون الكثير منه وهذا عمل لا أخلاقي ويتنافى مع العدالة. عندما تكون فقيرا معدما مريضا لا تجد علاجا، عاطلا لا عمل لك، متخلفا، وتجد أحدهم يدعوك لكي ترقص وتغني فاعلم أنك أمام دعوة خائن، أمام مستخف بك يريدك أن تبقى غائبا عن الواقع المرير الذي تعيش فيه، إنه بكل بساطة يلهو بك!