لو كنت رئيسا للحكومة..
افتتاحية بقلم فؤاد الجعيدي
سأقسم، أمام الله والملك والطبقة العاملة وعموم الكادحين والتاريخ، أن أكون خادما للأمة والوطن وبأجر، لا يتعدى عشرون ألف درهم. وسيارة اقتصادية ثنائية الدفع ودراجة هوائية لأيام العطل.
وسأتوافق مع القوى الحية بالبلاد على فريق لا يتعدى أحد عشر وزيرا والشمس والقمر لي سراجا منيرا، على متطلبات النمو الحقيقي.
وسأعاهد، نفسي على ألا ينام لي جفن، حتى لن أر سنوات عجاف مهما كلفني الأمر.. وفي كل سنة سأجمع الناس على هدف واحد، ونركب جميعا قطارا واحدا إلى محطات إنتاج الثروة من ربوع حقول هذا الوطن المعطاء.
سأقول لي الناس أن السماء لا تمطر ذهبا، لكن سواعدهم بإمكانها أن تنتج الخيرات. وأن تتصدى للنكبات.
لن أشيع بين الناس قيم الانتظار، والصدقات والهبات والامتيازات وسأقول لهم: (والله لا قفلتي لا فورتي).
في كل صباح سأجتمع بفريقي عملي، وأعلن جهرا أن الوقت هو المال، وأردد على مسامعهم أن البلد الذي يأتي إليه الصينيون والصينيات ويؤسسوا فيه مدنا صينية (اتشاينا تاون) يوجد به الخير الوفير شريطة العمل.
وسأفتح مناصب المسؤولية في وجه خريجي الجامعات والمعاهد الوطنية العليا، الحاصلين على المراتب الأولى والمتفوقين في دراستهم ليتحملوا عبء المضي بهذا الوطن إلى مراتب العلا. وأقول للأمناء العامين للأحزاب لا توجد دواوين بالوزارات، يأتي لها أهل الزوايا في انتظار العطايا.
سأكون صارما مع الفرقاء السياسيين والاجتماعين والاقتصادين، بأني لن أناصر طرفا على آخر، لأني رئيس حكومتهم جميعا، سأحافظ على نفس المسافة منهم جميعا لكيلا يتسلط واحد على الآخر وأن لا نفقد التوازن في الطريق. وأن يظل البيت الذي يجمعنا، يتيح لنا التعايش جميعا.
وإن قدر الله ورحلت عن هذا العالم، سيتذكر الناس أني كنت إنسانا يحلم من أجلهم بوطن حر وسعيد.