أزمور مدينة تاريخية، تمتد من الفينيقيين الى الاحتلال البرتغالي
علال بنور
تحمل مدينة ازمور مع مصب نهرها ام الربيع، تاريخا طويلا يضرب جدوره في تاريخ الإنسانية، من عهد حانون القرطاجي صاحب السفن الشراعية، الذي أرسل من قبل القرطاجيين، ليبني مدنا بشمال افريقيا، فكان منها مدينة ازمور التي كان لها السبق الحضاري قبل مدينتي الجديدة وفاس، يقول الحسن بن الوزان المعروف ب (ليون الإفريقي)، أزمور مدينة في دكالة هي من بناء الأفارقة على مصب نهر أم الربيع في المحيط الأطلسي. أما أبو القاسم الزياني يقول ،أزمور بنيت من قبل أمراء صنهاجة ، أثناء استقرارهم بدكالة ،اما الاخباري الفقيه الكانوني ،يؤكد إنها مدينة عتيقة يرجع تأسيسها إلى ما قبل ميلاد المسيحي ، ولها ذكر في المدن القديمة ، الموجودة على عهد الفينيقيين اما المؤرخ الاسباني مرمول كربخال ،يرى أن أزمور بنيت في عهد حانون القرطاجي فدمرت مع مجموعة من المدن الأخرى ، وقامت أزمور الجديدة على أنقاضها مرة ثانية
من خلال هذه الاخبار التاريخية ، نستنتج أن مدينة أزمور تأسست قبل ميلاد المسيح بمئات السنين يقول عنها : أبو بكر بن العربي الأندلسي ، دفين مدينة فاس، زارها عند عودته من الرحلة المشرقية، وصف احواز مدينة أزمور بسهول مترامية الأطراف، فيها الآبار العذبة وتكثر بها الزروع والضروع ، وبها زيادة على عشرة آلاف قرية ، وبوسط المدينة ، مساجد و مدارس معمورة بطلبة البربر من صنهاجة، وبها زيادة على عشرة الآف قرية، ومدينتها العظمى في وسطها .
يقول الفقيه أبو الحسن علي الندوي ، إذا كان الشرق بلاد الأنبياء ، فإن المغرب بلاد الأولياء ،ومن صلحائه أيوب السارية المعروف عند الساكنة ب ( مولاي بوشعيب الرداد ) كادت المدينة تسمى باسمه، ففي اغلب الأحيان، نسمع سكان المدينة يتحدثون عن زيارتهم للمدينة باسم مولاي بوشعيب ، اي مدينة أزمور فكاد اسمه يغلب على اسم مدينة أزمور ، فكان لأحفاد الشيخ أبي شعيب حكم المدينة واحوازها.
زارت جريدة (المنظار) مدينة ازمور في مجرى صيف 2021 وفي ظل جائحة كوفيد19، وقفت على مجموعة من الملاحظات ،منها فراغ المدينة من السياحة الداخلية مقارنة مع سنوات ما قبل الجائحة – مشروع تهيئة الحديقة قرب السور البرتغالي، والتي كانت الى حدود السبعينيات محطة طرقية، ثم لاحظت الجريدة مشروع ترميم سور الحي البرتغالي، فاتصلت ببعض العارفين، اكد لها ان ميزانية الترميم، تأتي في كل عملية ترميم من دولة البرتغالي، كهبة وتعبير على ان البرتغال تهتم بالمدن التي كانت تابعة لها، تعبيرا عن اهتمامها بحضارتها ما وراء البحر. هذا الاهتمام الحضاري، يحظى بزيارة وفود ،برئاسة عمداء المدن بإلقاء ندوات في اطار التوءمة بين المدينة البرتغالية ومدن مستعمراتها كما يحدث بمدينة الجديدة في سنوات سابقة .