ذاكرة مـــكان، أيا فاس
نجيب طلال
مؤسف جدا أن يتم سرقة ذاكرة منطقة فاس الجديد ! والناس نيام؛ ومؤسف لإنعدام الأرشيف ! فمن أجهز على إغلاق مقهى/نادي المحاربين/ les combattants )المغاربة بباب الماكينة ؛ معلمة لم نعد نعرف عنها أي شيء؛ أين صور الأبطال الأنداد الذين كانوا لا يرضون إلا بحب الأرض والإنسان؟ هؤلاء الأفداد كانت مشاركتهم في الأعياد الوطنية؛ لها وقع خاص؛ بحيث كنا في عهد 1960 نرافقهم من باب الماكنة إلى جولة بشارع محمد الخامس؛ والطبول تصدح بالرجولة والبوق بالنهوض والساكسفون يغرد بالبسالة والصاجات (conga) بالهمة والبوق( trombone) بالنهوض والترومبون (trumpet ) بالشجاعة و آلة توبا(
بالمواجهة، بحيث كان المرحوم – باالطيب / بالبشير/ الوزاني/ وبسعيدي/با المدني/…./ الأسماء التي تذكرتها، كانت تمشي مشية رجل واحد ووقفة مستوية وبصرامة يتحركون؛ والموسيقى العسكرية ( défilé) تعم الشوارع؛ أما بالمقهى فكانوا يتدربون قبل أن تبدأ ( الحلقة) احتراما لروادها؛ فكانت تبيع أنواع التبغ الذي يفضله الجنود (Troupe )وانضافت إليه لعبة ( البيار) بعد لعب ( الورق/الضامة) مكان من الصعب نسيانه ؛ ونسيان ذكرياته ، ونسيان تلك الصورة التي تحمل جنديين متقابلين معلقة في الأعلى :رغم الإهمال الواضح على باب المقهى/ النادي؛ فهل ستصبح [ فاس من الأفضل إلى الأفضل]أو [ فاس… عائدة لمجدها ] سنرى أيها المرشحون ؟