السياسة هي قبل كل شيء موازين قوى
عبد العزيز عويش، مناضل من الرعيل القديم بحزب التقدم والاشتراكية اشتغل مفتشا بوزارة الشغل وأنهى مساره الوظيفي كمندوب للوزارة بابن سليمان، كان شعلة بالتزامه السياسي والفكري والايديولوجي ومناصرا ومدافعا عن الطبقة العاملة. تصيدت منه هذه الإطالة والتي أقدمها دون استئذان منه، لطنها عميقة في مضامينها في زمن سيادة وسيطرة التهاهة على العقول.
فعلا إن السياسة أو العلوم السياسية او علم السياسة يتم تدريسها في الجامعات والكليات وقد كتب فيها موريس دوفيرجيه، وهوريو، ورايمون آرون وحسن صعب وغيرهم مجلدات ومجلدات .
لكن سيبقى الناس سذجا في حقل السياسة مالم يتعلموا كيف يستشفون المصالح الطبقية والقومية وراء كل التعابير القانونية والأخلاقية والدينية والأدبية . فالسياسة يخطط لها الأقوياء على ارض الواقع على اساس موازين القوى الاقتصادية والعسكرية .فهكذا يجب التذكير مثلا أن ميثاق عصبة الأمم التي تاسست بعد الحرب العالمية الأولى تم وضعه من طرف الدول المنتصرة في الحرب العالمية الأولى ، وميثاق منظمة الأمم المتحدة تم وضعه من طرف الدول المنتصرة في الحرب العالمية الثانية بعد فشل عصبة الأمم في منع الحرب العالمية الثانية ,ويتضمن نظام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة حق الفيتو ، وبهذا الحق تعربد القوى الكبرى على حساب حقوق الدول الصغرى . فكم تم استعمال هذا الحق لصالح اششرائيل من طرف الامبريالية الأمريكية ؟, وكم تم استعماله من طرف روسيا في القضية السورية ؟. إن السياسات والعلاقات الدولية تحكمها موازين القوى . ومادام العالم لم يتخلص من الناتو ومن الأسلحة النووية التي تحتكرها كثير من الدول سيبقى العالم يعيش في الخطر ومن اجل الوصول الى ذلك لابد من تصحيح ميزان القوى وهذا ما تحاول فعله روسيا والصين وكثيرا من الدول التي تتضرر من سياسات الامبريالية العالمية التي يمثلها حلف الناتو على المستوى العسكري.