المنتدى الدولي للتعاون المغربي الافريقي والنادي الدبلوماسي المغربي يكرمان الدبلوماسية فريدة الجعيدي
المنظار
كانت مناسبة اليوم العالمي للمرأة، فرصة للمنتدى الدولي للتعاون المغربي الافريقي والنادي الدبلوماسي المغربي، ليقدموا درعا وشهادة فخرية للسفيرة فريدة الجعيدي، وذلك بحضور رئيس المنتدى الدولي للتعاون المغربي الافريقي، ابراهيم أيت لمقدم والسيد عبد الرحمان ناجي مندوب المنتدى بألمانيا والسيد حميد با شتي مندوب المنتدى بفرنسا، والسفير الطيب الشودري رئيس النادي الدبلوماسي المغربي وعضوات النادي الدبلوماسي..
اختيار تكريم السيدة فريدة الجعيدي ، لم يكن إلا اعترافا لحضور دام لسنوات عديدة على الواجهة الدبلوماسية، استطاعت فيه السيدة الانخراط في العمل الجمعوي وطنيا ودوليا، دفاعا عن القيم والمثل الإنسانية النبيلة
والعمل على إشعاعها والترويج لها، تحت قيادة عاهل المملكة محمد السادس نصره الله
فريدة الجعيدي هي من النساء المغربيات اللواتي تركن بصماتهن، على مستوى العمل الدبلوماسي، وظلت طيلة مسارها المهني معنية ومنشغلة بالقضايا الحيوية للمجتمعات المعاصرة، وكانت منخرطة على أكثر من جبهة في حضور متميز، ظل يؤكد على أن عطاء النساء المغربيات يتمتع بالحيوية والخوض في قضايا العصر، بروح من الانفتاح المسؤول على حضارات الشعوب في أبعادها الإنسانية، كرئيسة في منظمة نسائية دولية لقضايا البيئة Environmental Women Association
وهذا ليس بأمر غريب على هذه السيدة الرباطية، التي تعود أصولها لجدها الحسن بن علي بن مسعود الجعيدي، الرجل الصوفي، الورع التقي النقي، الذي أقام له زاوية بتطوان واشتهر بقصيدة من مائة بيت من الشعر في مدح الحبيب المصطفى عليه أزكى السلام، وحبس أملاكه خدمة للناس وتوجيههم، بفضائل القيم السمحة للعقيدة الإسلامية، وتعتبر اليوم الزاوية ومحيطها تراثا إنسانيا وفق قرار اليونسكو.
واستقر فيما بعد أحفاده بكل من الرباط وسلا وفاس، وجاء من صلبهم رجالات الدولة والسياسة والثقافة والموسيقى الأندلسية والقضاء والحرفيين المهرة، ولم يكن غريبا على امرأة نشأت وتربت في هذا المناخ العائلي، الذي عرف لدى أسرة آل الجعيدي والتي كانت لها إضاءات ومشاركات ومساهمات في الثقافة المغربية الدبلوماسية، من أمثال ادريس الجعيدي السلاوي والذي ألف في رحلته « إتحاف الأخيار بغرائب الأخبار »، حيث كان يشغل منصب كاتب مرافق للسفير الحاج محمد الزبيدي في سفارته إلى فرنسا وبلجيكا واٍنجلترا وايطاليا في صيف سنة1876م، و قام بتدوين تفاصيل الرحلة السفارية إلى أوربا وهو المؤلف الذي ظل مغمورا في ثقافتنا المغربية.
هذه العائلة التي ظل لها حضور على الصعيد الدبلوماسي في أكثر من شخص من أفرادها بفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية.
السيدة فريدة تستحق هذا التكريم وتستحقه لشخصيتها التي تميزت بالجدية والدقة والفاعلية ولم يسجل عليها في مسارها المهني التراجع أما م التحديات حتى غدت نموذجا لطموح النساء المغربيات.