المندوبية السامية لقدماء المحاربين وأعضاء جيش التحرير في الاتجاه المعاكس

المندوبية السامية لقدماء المحاربين وأعضاء جيش التحرير في الاتجاه المعاكس
شارك

توقف الموقع الرسمي للمندوبية السامية لقدماء المحاربين وأعضاء جيش التحرير:

Hcar.gov.ma

أسباب الحجب تعود إلى عدم تأدية واجب توطين الموقع. لكن الحجب يطرح قضايا تمس في جوهرها الفصل 27 من الدستور، الذي ينص على

حق الحصول على المعلومات، وأيضا مقتضيات المادة 19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والمادة 19 من العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية، والمادة 10 من اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد التي ألزمت الإدارات العمومية، بضرورة تمكين المواطنين من الحصول على المعلومات، واتخاذ التدابير الكفيلة لممارستهم لهذا الحق، تعزيزا للشفافية وترسيخا لثقافة الحكامة الجيدة. ومن أجل الترويج لمفاهيم دولة الحق والقانون وترسيخها في الممارسة الإدارية.

لكن أن تصير مؤسسة من مؤسسات الدولة غير قادرة على الايفاء باشتراكها، لا نعتقد أنه أمر يتعلق بالجانب المادي،  لا سيما إن استحضار التضييق على ممارسة العمل النقابي داخل هذه المؤسسة، والتي استنكرها مناضلو الاتحاد المغربي للشغل في المدة الأخيرة في بلاغاتهم.

أليس من العبث أن تكون مؤسسة  معنية بتمجيد تاريخ النضال الوطني والمقاومة، وتحتفي ببطولات ذاكرتنا الوطنية وما أنتجته من ملاحم في مقاومتنا الوطنية من أجل الدفاع عن الحرية والاستقلال، أن تصبح اليوم تتصدى لمواردها البشرية في ضمان حقوقهم المنصوص عليها دستوريا منها الحق في التنظيم النقابي.

بالعودة إلى تاريخ الحماية الفرنسية، نجد أن سلطات الحماية كانت تمنع حق الانتماء النقابي على المغاربة في حين كان نفس الحق يتمتع به الفرنسيون.

وانتفض رجالات المغرب في مدينة الدار البيضاء بدرب بوشنتوف وأسسوا أول تنظيم نقابي مستقل ووحدي يضم كل المغاربة بمختلف انتماءاتهم السياسية، وحساسياتهم الفكرية وأكدوا الانتصار إلى الديمقراطية التي كانت منذ التأسيس في 20 مارس ،1955 من هوية هذا التنظيم العمالي الذي عرف ولازال باسم الاتحاد المغربي للشغل، وساهم رجالاته في معارك التحرير وقدمت الطبقة العاملة المغربية شهداء وضحت بالغالي والنفيس وذاقت التعذيب في المعتقلات ومخافر الشرطة.. لكن بالرغم من كل هذا، لم تقو السلطات الفرنسية على إتمام عمليات هذا المنع.

الخلاصات بينة وواضحة وعلى المندوبية السامية لقدماء المحاربين وأعضاء جيش التحرير، أن تتراجع عن هذا الاتجاه وأن تنخرط في السياق، الذي تقوى منذ أن قامت الدولة بالمصالحة التاريخية مع ماضيها وأن عين العقل هي الجلوس إلى مائدة التفاوض مع النقابيين والصد عن مضايقتهم في حق مشروع من أجل خلق مناخ اجتماعي جديد يكون فيه الانتصار للوطن وقضايا الحقيقة.

admin

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *