نبيعكم لكن لمن؟ فلستم كلابا… حتى يكون لكم ثمن.
بقلم: ريضا عدام
« يويو »، »عبيد الله » ويا « حنونة » الثالثة الأخرى… ألكم المعبد ولنا « الخرى »؟ سحقا لكم، تعسا لكم، تبا لكم بل ألف تب، من رأسكم حتى الذنب. صدق من قال فيكم:
« لستم كلاباً للحراسةِ كي يكونَ لكم ثمَن
لستم حميراً للركوبِ، ولا بغالاً للمُـؤَن
لستم دجاجاً تؤكلونَ، ولا دواباً تُحتضَن
لستم نعالاً تُلبَسون، ولا عبيداً تُؤتمَـن… «
أنتم العفن فمن يشتري منا النجاسة والقذارة والخون؟ منذ متى كنتم لنا وكنا لكم حتى نبيعكم اليوم بلا ثمن؟ الصحافة بريئة منكم وأهلها أطهر من نجاستكم.
عرفناكم عملاء، جبناء ورموز الوهن. خبرناكم ومعدنكم في الأزمات والوهن. تقذفون أسيادكم يا رموز النذالة والعفن. فلا الحروف ولا الصور ولا الرموز منكم ولكم. فمن أنتم يا « حماة المعبد » المهدم. صعاليك جاءت بكم أعاصير زمن ولى بلا رجعة، لكنكم جلستم. جلستم بإذننا وعلى قلوبنا وفرحتم، لكنكم نسيتم ضمائرنا فهي اليوم فناءكم. سكتنا سكوت الكريم المحتشم فتقاسمتم الكعكة وتركناكم لعلكم تشبعون. تراكم جياعا أنذالا لا أفق لكم. استوليتم على المعبد وحولتم قداسته لنجاسة وكبرياء أصحابه لوهن. وتركناكم للزمن لعله يطهركم أو يكشف سركم. فلا طهركم ولا وجد لكم عورة. صراصير النذالة أنتم يا مصدر المصائب والحزن.
الصحافة شرف وعفة وقسم. بيضاء ساطع لونها وإن فرضتم عليها وسخ ألوانكم. لا وردية كانت ولا بنفسجية حتى تكون لكم سلعة أبدية تتناوبون عليها. أصحابها أحرار تحملوا عبئكم بالحياء والصبر والحلم. فتماديتم لأن ذاك حال اللئيم والضباع لما تجوع. وجاء كلابكم وضباعكم طامعين في لحم جرحانا وأسالوا اللعاب. أقولها لكم وعلى مسؤوليتي، للتاريخ الذي بيننا: لحمنا مر. فلا جوع يطوعنا ولا قفة خير تذلنا. فمن منا لا يحتاج يوما كلمة أو يدا أحن ؟ تكبرتم على خالقكم وقذفتم زملائكم، فأين أنتم؟
لسنا قطيعا وأنى لكم أن تكونوا رعاة للبقر. أنتم أقل من الفطافط والضلافع، أنتم المحن. لن نبيعكم، فمن يشتري منا عارا يستحي منه الزمن؟
بالله عليكم ارحلوا، موتوا أو انقرضوا… عندها سنشكركم باسم الوطن. خذوا غنائمكم فنحن أهل جود وكرم. لا تتركوا كلبا واحدا من كلابكم ولا أبا أو أما أوخلفا. نار التغيير لن تدر أي زبل. لا تنسوا صناديقكم الملغومة، فلسنا في حاجة لتزويركم. لنا الشرعية والقواعد والتاريخ وهذا ما يؤرقكم. شتمتم رموزنا وقادتنا وهذا كان خطؤكم، فبعد اليوم لن ندعكم. ارحلوا قبل العاصفة لأن زمن العفن قد ولى. التغيير آت فلا مكان لكم في تاريخنا. مررتم مرور الجوائح وكنتم لنا مغفرة …
لا تقولوا سنبيعكم لأن أمثالكم ليسوا للبيع. فما سمعنا يوما عاقلا يبتاع من تيس ذنب.
فيا طفلة صاحت لوحدها ليلا فظنت نفسها « أميرة للظلام »، أفيقي لأن الإتحاد منك أطهر ورموزه أكبر. فلا أشلاء لك تبعثر ولا تاريخ يذكر. أنت الشدود، سحقا لك يا خادمة المعبد. مكنسة المقر شاهدة عليك ومنك تحررت. تقارير الليل على كرسي حديقة مردوخ تستغفر ربها منك. فكم ظلمتي أشرافا وكم قذفتي.
فلا « عبيد الله » ولا « يويو » منقذوك ولا خنزيرك الذي على العباد يسلطك. صمت الآذان على صراخك وأغلقت صنابير الدعم في وجهك. أما « قطيعك » فقد ثاب عن النبيذ الرخيص الذي تدفعين فاتورته بعد تعبئة الجور والمسخ. لم يعد لك سوى سحاقيتك وسيارتها الفاخرة. خديها معك لأن مصدر رزقها قد شاخ ولم يعد لها مكانا في الملاعب وتحث الكراسي على أربع.
« يويو »، « عبيد الله »، « حنونة » وباقي الغفر… خذوا مني: « سحقاً لكم تُعساً لكم تباً لكمْ بل ألف تبْ، من رأسهمْ حتى الذنبْ ».
لن ندعكم بعد اليوم تبيعون أشعارنا وأقلامنا وأحلامنا ولن نترككم تصنعون وتشمتون في أحزاننا وأوجاعنا. لا أنتم منا ولا نحن منكم.
لعنة الله عليهم على ما فعلوا بالصحفيين
واقع مؤلم لن يزول ألا بالوعي الفردي والجماعي بالحقوق