من دروب التنوير
يكتبها لكم د. سعيد ألعنزي تاشفين
ندخل من باب الحياة نحو ألف سؤال ، و نُقحم في هذه الدراما الضخمة بلا حول ولا إرادة منا، عبثًا ، وليس عبثًا ، نحن مجرّد أضياف عابرون على مائدة الكون هذا ؛ نمضي في كنف الضجيج لنعانق الصّمت الأبدي ، تعبرنا الحكايات حزينة أحيانا و سعيدة حينا عُبورا و نحن كما نحن رغم الملامح الهاربة من صخب المآل، و هُم حتما لا يعرفوننا في حقيقة الأمر رغم أنهم يحكمون ؛ و كفى بالله وكيلا ، لكنّ الواصلون إلى كُنه الحقائق يعرفون كمِثل العارفين ، حكايات هي حُبلى بالسّراء والضّراء هي التي أعني ، فجر التكالى يُعلمني عبر أوجاعها أن عمر الانسان الذي يحسب بالأعوام و السّنون لا يعني شيئا أمام عمر وجعِِ واحد في سياقات اللامعنى. في وجعِِ واحدٍ ترتبط كل الأسئلة و تصبح اللغة رمادا وتتعثّر كل حِكم الدنيا على حين غفلة ، و ربما تعبُر الحياة بنا صراطها المنحرف ؛ و الوجع فطنة المتّقين. وعندما تكون الاختيارات فوق الصبر فقطعا سيكون الترياق فوق الشفاء، وكل شيء ها هنا في هذه الدنيا يكون خارج إطار إرادتنا و قدرتنا وعلمنا وحكمتنا وحتى فوق صبرنا؛ ولا ينقصنا من العمر شيء إلا البوح في حضن وفاء .
تمضي الليالي و الصباحات ، و تأخذني سجايا الكون فجرا في ركابها نحو استكشاف ناموس التجلي ؛ فأتعرف على مَن حولي من جديد ، و أتعرف على البلاد و على العباد ، تلك البلاد الفرود المدهشة ، وعن هذي البلاد و أهلها قَطعا سأكتب فيما بعد بأرقٍ شديدٍ . و كل يوم عنده بمقدار ؛ نكتشف فيه معادن الناس و نُناجي اللوح المحفوظ أنْ يا ربّ الناس اجعل لنا مع الشرفاء جسورا نحو بساتين اللغوس و نعيم النجوى بعيدًا بعيدًا عن عامّة الضجيج والصخب ومناوشات القاع وكل فُرق الدّوكسا .
** يتجلّي الهُنا والآن مع الباحث الفذ عبد العالي مستور؛ من مذكرات عشق لا يبور بحدائق اللغوس .