بلاغ للمرصد الوطني لمنظومة التربية والتكوين حول حادثة الحرم الجامعي بوجدة
عن رئيس المرصد/: الأستاذ محمد الدرويش
■الرباط في 23 مايو 2023/يتابع المرصد الوطني لمنظومة التربية و التكوين بألم شديد و اهتمام بليغ أحداث و تطورات » الحدث البشع » الذي راح ضحيته الشاب المسجل في المختبر بكلية العلوم وجدة و الحاصل على شهادة الدكتوراة من جامعة محمد الأول بوجدة بميزة مشرف جدا تخصص رياضيات بعد مسار أكاديمي شاق وطويل – و المشهود له من قبل أساتذته و زملائه الطلاب بجديته و مثابرته – و هو يستعد لاجتياز مباراة أستاذ التعليم العالي مساعد إذ أقدم » شخص مخمور وتحت تأثير المخدرات » في قلب الحرم الجامعي بتوجيه طعنات للشاب الدكتور زكرياء أزناي بتمرير شفرة حادة (زيزوار) على وجهه ( الصورة رفقته) أمام مرأى و مسمع الطلبة والطالبات، في تناقض تام مع مقتضيات الفضاء الأكاديمي و المعرفي .
و المرصد الوطني و هو يعبر عن قلقه لما يحدث من مظاهر عنف بكل أشكاله في مجموعة من المواقع المجتمعية و يستحضر فاجعة الحي الجامعي بداية هاته السنة فإنه :
- يوجه دعوته للنيابة العامة لفتح تحقيق في النازلة ومحاسبة المتورطين في ارتكاب هذا الفعل الشنيع .
- يوجه نداءً إلى كل الفاعلين الحكوميين و السياسيين و المدنيين و الاكاديميين و الاجتماعيين و الاسر بعدم التسامح مع مثل هذه المسلكيات الخطيرة و الأحداث المؤلمة في قلب حرم جامعي يضمن أخلاق ثقافة الاتفاق و الاختلاف حول قضايا المجتمع .
- يستنكر بشاعة الاعتداء الذي تعرض له الشاب زكريا و الذي سيؤثر عليه جسديا و نفسيًا مهما كانت الأسباب و الملابسات .
- يشجب ظاهرة العنف المدرسي و الجامعي خصوصًا و العنف المجتمعي عموماً ، سواء تعلق الأمر بعنف المربي تجاه التلميذ أو حتى التهجم على المؤسسة من قبل أولياء التلاميذ؛
- يطالب بضرورة احترام حرمة المؤسسات والأساتذة و الاداريين و الطلاب و التلاميذ.
و عليه فإن المرصد الوطني لمنظومة التربية والتكوين يعلن للرأي العام الوطني :
- متابعته بألم وأسف شديدين شريط الاعتداء الذي تعرض له أحد طلاب الجامعة المغربية في قلب مؤسسة جامعية.
- رصده لعدد من الأسباب التي تدفع إلى العنف، خاصة في الفضاء المدرسي و الجامعي بسبب تصرف سلبي تجاه الآخر، قد يكون من فرد تجاه فرد أو جماعة أو من جماعة ضد فرد أو ضد جماعة، وهو تحويل لحالات نفسية إلى فعل أو أفعال انتقامية من الآخر أو الآخرين بأشكال ينتج عنها أذى، إما نفسي أو اجتماعي أو اقتصادي أو جسدي .
- تسجيله أن العنف يتخذ أشكالا متعددة، منها اللفظي، ومنها الجسدي، ومنها الجنسي، ومنها المعنوي، معتبرا أن له “أسبابا تتراوح بين الاجتماعية والاقتصادية والتربوية والنفسية، والنتائج المباشرة لمقتضيات التنشئة الاجتماعية، والتأثير الآني لوسائل الإعلام بمختلف أنواعها ومستويات برامجها وأشرطتها، وخصوصا منها الإعلام المرئي والمسموع والوسائط الاجتماعية، بما تبثه من ظواهر العنف والرعب والكراهية والإباحية المطلقة والحقد .
- تأكيده على أن العنف في مجتمعنا في طريقه ليصبح » ظاهرة » بعد أن سجلنا لسنوات متعددة حالات معزولة تحصل هنا وهناك، بسبب الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والنفسية التي نعيشها اليوم،
و المرصد الوطني و هو يذكر بما يقع من حين لآخر، هنا وهناك، وبشكل معزول، من مثل ما حصل من قبل بمدن تارودانت وورزازات والرباط والقنيطرة وسيدي بنور وبركان وسلا، وما حصل – خلال سنوات مضت- بالمدرسة الحسنية للأشغال العمومية وكلية الآداب بمكناس وكلية الآداب بتطوان وكلية العلوم بالقنيطرة وكلية الآداب بأكادير وكلية العلوم وكلية الحقوق بمراكش وبفاس وتازة، وبالموقع الجامعي الرشيدية، و الحي الجامعي بوجدة وغيرها من المواقع فإنه :
- يستعجل الجهات المسؤولة نتائج التحقيق في ما وقع بالحي الجامعي بوجدة من حريق و اعتداء مع ترتيب الجزاءات .
- يدعو الجميع إلى ضرورة تحصين المجتمع المغربي عبر مجموعة من المداخل، في مقدمتها المدخل التربوي، لأن التربية أحد مفاتيح الوعي و الأخلاق الحميدة والوطنية و المواطنة .
- يطالب قطاعات التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة و التعليم العالي و الشباب و الطفولة و الأسرة و الاوقاف بأن تجعل من التربية على المواطنة و أخلاق التعايش على الاتفاق و الاختلاف أحد الأبواب الكبرى للتنشئة الاجتماعية تعجل بأمر مراجعة المقررات والمناهج التربوية .
- يدعو إلى التفعيل الجدي بشروطه المطلوبة للحياة المدرسية و الانشطة الموازية بأنديتها التربوية والحقوقية والبيئية والترفيهية وغيرها، وتوفير الأطر التربوية المتخصصة في علمي النفس والاجتماع والمنشطين التربويين…”.
- يوجه دعوات إلى المجتمع المغربي بكل مكوناته ومسؤوليه لتحمل المسؤولية الكاملة في التأطير والتكوين والتوعية، ودعم مبادرات التربية على المواطنة بكل قيمها الإنسانية والأخلاقية، وإذكاء ثقافة الحوار والسلم والتعايش…،
- يجدد الإعلان عن تضامنه مع كل ضحايا العنف في المنظومة، من تلاميذ وطلاب وأساتذة وإداريين، و أفراد المجتمع بكل مكوناته ومرافقه؛
- يؤكد على ان العنف ظاهرة مرفوضة في مجتمعنا بكل المقاييس والقناعات والعقائد الفردية والجماعية”.
- يعيد التذكير بكون التربية مسؤولية الجميع، أسرة وقطاعات حكومية وجماعات منتخبة ومؤسسات عامة وخاصة، وجمعيات الآباء ومنظمات المجتمع المدني .