جائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة يفوز بها سبعة مغاربة وأردني ولبناني، وسعودي ومصريان..

أعلن في أبو ظبي ولندن عن نتائج « جائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة » للعام 2024 – 2025 في دورتها 23، ويمنحها « المركز العربي للأدب الجغرافي- ارتياد الآفاق » في أبو ظبي ولندن، ويرعاها الشاعر محمد أحمد السويدي ويشرف عليها مدير عام المركز الشاعر نوري، والفائزون هم:
د. عبد الهادي الكديوي(المغرب)، د. محمد سالم عبادة (مصر)، محمد النظام (المغرب)، د. محمد الأندلسي (المغرب)، عبد الرحمن التمارة (المغرب) د. حرية الريفي (المغرب)، طه الشاذلي علي (مصر)، عيسى مخلوف (لبنان) عبد العزيز جدير (المغرب) عصام محمد الشحادات (الأردن)، د. محمد خطابي (المغرب)، مشعان المشعان (السعودية).
وللتذكير فإن جائزة ابن بطوطة قد تأسست في العام 2000، ومنحت للمرة الأولى سنة 2003، وتقدم سنوياً لأفضل الأعمال المحققة والمكتوبة في أدب الرحلة، وجاءت انسجاماً مع طموحات الدار في إحياء الاهتمام العربي بالأدب الجغرافي.
الأعمال الفائزة هي:
الرحلة المحققة:
- رحلة الهشتوكي
هداية الملك العلّام، إلى بيت الله الحرام
لأبي العباس الجزولي التَّملي أَحُزِي الهشتوكي
(ت 1127 هـ 1715/ م)
دراسة وتحقيق: د. عبد الهادي الكديوي(المغرب)
- شفاء الغرام في حج بيت الله الحرام
وزيارة قبر المصطفى عليه الصلاة والسلام
1329هـ/ 1911م
محمد بن محمد بن الحسن الحجوجي الدمناتي
تحقيق ودراسة: د. حرية الريفي(المغرب)
- سِياحةُ البُلدان
مصطفى بن حُسين الحمويّ الدّمشقيّ الشَّافعيّ
المعروف باللَّطِيفي
(ت: 1123هــ- 1711م)
تحقيق ودراسة: د. طه الشاذلي علي (مصر)
- لرحلة المَكِّية
فرنسا – الحجاز – الجزائر
(1334-1335هـ/ 1916- 1917م)
أحمد بن العياشي سُكَيْرِج
دراسة وتحقيق: د. محمد الأندلسي (المغرب)
الرحلة المترجمة:
- رحلة إلى مصر وسوريا
1783 و1784 و1785
قسطنطين فرانسوا فولني
ترجمة وتقديم: عصام محمد الشحادات (الأردن)
الرحلة المعاصرة:
- باريس التي عشتُ
دفتر يوميات
عيسى مخلوف (لبنان)
- الفُتوحاتُ البُوهِيمِيَّة
رِحلاتٌ في بلادِ التِّشيك والمَجَر وإيطاليا
محمد سالم عبادة (مصر)
اليوميات:
- على وقْع خَطَوَات كريستُوفر كُولُومبُوس
رحلة إلى أمريكا الجنُوبيّة
كَأنّكَ تَعيشُ فِيهَا وتَرْحَلُ عَبْر تاريخِهَا
د. محمّد محمّد خطّابي(المغرب)
- ما أحمله معي
حياة وأسفار وتصورات أخرى
مشعان المشعان (المملكة السعودية)
الدراسات:
- الرحلة الأمريكية إلى الديار الطنجية
عبد العزيز جدير(المغرب)
- الرحالون المغاربة وفرنسا
(في عصر الحماية)
مستويات التقاطع والاختلاف
محمد النظام (المغرب)
صَدى المَشَاهد
- تشكُّلُ المشَاعرِ في الرّحلة المعاصرة
عبد الرحمن التمارة (المغرب)
الأعمال المنوه بها:
فرع اليوميات:
- الصـــعـــود إلى الـــصـــيـــن
في وصف المكان وطبغرافيا الإنسان
مصطفى محمد بشارات (فلسطين)
فرع الترجمة:
- تحت الخيمة
ذكرياتي في حرب تطوان 1860
ترجمة: د. سفيان بلحاج (المغرب)
- من موسكو إلى سمرقند 1934
فريدا أتلي
ترجمة: أحمد أبو دياب (مصر)
نشر الأعمال الفائزة
تصدر الأعمال الفائزة والمنوه بها عن « دار السويدي » في سلاسل « ارتياد الآفاق » للرحلة المحققة والرحلة المعاصرة « سندباد الجديد » ودراسات أدب الرحلة بالتعاون مع « المؤسسة العربية للدراسات والنشر » في بيروت. أما الرحلة المترجمة وأدب اليوميات فتنشر بالتعاون مع « دار المتوسط » في ميلانو. ومن المنتظر أن يقام حفل توزيع الجوائز على مرحلتين في كل من الرباط وأبو ظبي في موعدين يحددان لاحقاً، وسترافق توزيع الجوائز ندوة حول أدب الرحلة والأعمال الفائزة. يشارك فيها إلى جانب الفائزين وأعضاء لجنة التحكيم نخبة من الدارسين عرباً وأجانب.
هذه الدورة
استهل الحديث عن هذه الدورة الشاعر نوري الجراح مدير عام « المركز العربي للأدب الجغرافي » والمشرف على الجائزة عن بالإشارة إلى أن الأعمال المتسابقة هذا العام تميزت كالعادة بوفرة المخطوطات التي تنتمي إلى فروع تحقيق المخطوطات، ودراسات الرحلة، وبدرجة أقل الرحلة المعاصرة واليوميات، والرحلة المترجمة.
في فرع الدراسات أشار بيان هذا العام إلى الاهتمام المتزايد بأدب الرحلة تحقيقاً ودرساً، وفق وعي متنام بخطورة هذا الأدب، وأهميته في استكشاف نظرة العربي إلى ذاته في علاقته بثقافته، وإلى الآخر في اختلافه الثقافي، وبالتالي تظهير تطور الوعي بالاختلاف من خلال دراسة الظواهر الناجمة عن السفر والتواصل مع الآخر.
وفي الرحلات المحققة اثنتان من المخطوطات الثلاث المحققة تنتمي إلى رحلات الحج، واثنتان تعودان إلى القرن الثامن عشر، والأعمال في هذا الفرع مخطوطات تحقق للمرة الأولى، وتثري بظهورها إلى النور خزانة أدب الرحلة، وفي اليوميات والرحلة المعاصرة، تبتعد الأعمال أكثر فأكثر عن الوصفي والسياحي نحو التعبير عن ذات الرحالة في علاقته بذاته وبالعالم، فالرحلة مغامرة فكرية وروحية تعكس تفاعل الذات مع الآخر من منظور فكري وأدبي يكرس صورة الرحالة شاعراً وأديباً. تغطي الأعمال بمجملها مساحة واسعة من السفر شرقاً وغرباً، هبر أميركا وأوروبا والمشرق والمغرب.
وذكر الشاعر نوري الجراح في كلمته إلى أن الرحلة المترجمة التي جرى اختيارها للفوز هذا العام هي رحلة قسطنطين فرانسوا فولني المدونة في القرن الثامن عشر أيضا، ووجهتها بلدان عربيان هما مصر وسوريا.
الشاعر محمد أحمد السويدي راعي المركز والجائزة رأى أن حصاد ربع قرن من نشاط المركز العربي للأدب الجغرافي وجائزته المكرسة لأدب الرحلة الذي انطلق سنة 2000 إنما يبرهن على صوابية الخيار في إنشاء هذا المشروع الثقافي الاستراتيجي، فقد تحول أدب الرحلة بفضل كوكبة كبيرة من الدارسين والمحققين والكتاب المتحلقين من حول مشروع ارتياد الآفاق وجائزته إلى خزانة عامرة بالنصوص الكلاسيكية والوسيطة المحققة في هذا الجنس الأدبي العريق والدراسات التي تناولته بالبحث، إلى جانب الاحتفاء بكتابات الرحالين المعاصرين، وهو ما يبرهن على أن ميل العربي نحو السفر وتدوين الرحلة إنما يعبر عن نزوع أصيل لدى الثقافة العربية للتواصل والتعرف والحوار مع الآخر بوصفه شريكا حضارياً. وبالتالي فإن هذا المنجز الرائع الذي تحقق في ربع قرن إنما يرفع الإلتباس، إذ ينفي عن العربي تلك الصورة النمطية الظالمة التي ترميه بالإنغلاق، وتكرس فكرة اللقاء بين الثقافات والحضارات، وهو ما يعتبر، بكل المقاييس، إنجازاً فريداً من نوعه لثقافتنا العربية، الفضل، كل الفضل في تحققه في رصيد تلك النخبة الرائعة التي تشاركت، وأشركت المغرب والمشرق في تحقيقه.
واشادت الدورة بإسهام الأدب المغربي في حقل أدب الرحلة، فالدارسون والمحققون المغاربة لهم دائما قصب السبق في حقل أدب الرحلة، ولهم هذا العام، الحصة الأكبر في الإنجاز والفوز.
ونبه البيان الصادر أخيراً، إلى أن من بين برامج « المركز العربي للأدب الجغرافي » إقامة ندوتين كبيرتين بالتعاون مع مؤسسات ثقافية عربية واحدة حول (رحلات الحج، وطرقه، وأدبياته)، والثانية (حول حاضرة دمشق بوصفها ممراً للرحالة ومنطلقاً لها، ومقصداً للرحالة العرب والمسلمين، والأوروبيين).
هذا وقد كتب محمد النظام الفائز عن كتابه « الرحالون المغاربة وفرنسا
في عصر الحماية مستويات التقاطع والاختلاف” على صفحته بالفيسبوك تدوينة جاء فيها:
الحمد لله على توفيقه وإحسانه وفضله.
تلقيت هذا المساء بسرور غامر خبر تتويجي بجائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة صنف الدراسات، وهي جائزة دولية يمنحها المركز العربي للأدب الجغرافي بأبو ظبي، ويرعاها الشاعر أحمد السويدي، ويشرف عليها نوري الجراح.
وبهذه المناسبة أتوجه بشكر خاص إلى الأستاذ الفاضل الطيب بياض الذي أشرف على أطروحتي، كما أشكر السادة الأساتذة: مصطفى الغاشي وأحمد المكاوي ومنعم بوعملات وفيصل الشرايبي الذين ناقشوا العمل وقوموا عثراته.
كما يسعدني أن أعبر عن امتناني الكبير للأساتذة: عبد النبي ذاكر وشعيب حليفي وبوشعيب الساوري وعبد الواحد بنعضرا على العناية والاهتمام والتشجيع الدائم..